معالم إحتقانٍ سياسي ضد تنازلات الحريري قد ينفجر في صناديق الإقتراع
• تعطيل التعاون مع شعبة المعلومات
في إطار التعاون بين المؤسسات الحكومية ، كان أحد الموظفين في "أوجيرو" يتولى التنسيق مع شعبة المعلومات ، لكنه وبشكل مفاجئ تعرّض للمضايقات وتم إخراجه من موقعه لصالح شخص غير متعاون مع الشعبة ، وتأتي هذه الخطوة في ظل إستمرار الحصار المفروض على شعبة المعلومات من قبل الرئيس نبيه بري ، مما يدفع للتساؤل عن أبعاد هذه الخطوة الهادفة إلى الحدّ من فعالية جهاز كان إسم الشهيد وسام الحسن ولا يزال حاضراً فيه ولا تزال إنجازاته تتوالى محدثة توازناً في المعادلة الوطنية العامة ، وهذا ان دل على شيء فإنه يدل على وجود قرار عميق بالتخلي عن كل عناصر القوة السياسية والأمنية والإدارية وعلى شراكة القائمين على "أوجيرو" في هذا القرار المخيف.
إقرأ أيضا : هكذا تسقط مواقع السُنّة في «أوجيرو» (2_3)
• كريدية: هروب للأمام
ومن الواضح أن كريديه سيحاول الهروب إلى الأمام عبر إلهاء الرأي العام بالإعلان عن تطويرٍ في مجالات عمل الإنترنت ، ليصوّر للرأي العام أنه يحقـّق إنجازات.
ونحن نقول له: إن ما ستعلنه من مشاريع هي نتاج من انقلبتَ عليهم ، وأخرجتهم بأوامر سياسية ، وهم أهل الكفاءة والنزاهة.
• وقاحة الإنقلاب على الطاقات الكبرى: توفيق شبارو نموذجاً
في خطوة تمثـّل ذروة الوقاحة في الإعتداء على الطاقات والكفاءات عمد السيد كريدية إلى إقصاء واستبعاد أكبر خبير عربي لبناني سني من موقعه في هيئة "أوجيرو" فقط ﻷن ذنبه (وليس له أي ذنب آخر) هو أنه مدافع شرس عن مصلحة الهيئة التابعة للدولة وعن حصتها الأولى في سوق اﻻتصاﻻت في لبنان أمام الشركات الخاصة، والذنب اﻷكبر هو أنه ينتمي إلى الطائفة السنية المستضعفة، ونقصد به الدكتور توفيق شبارو المشهود له في لبنان وخارج لبنان ولدى كل المراجع العلمية العالمية في مجال اﻻتصاﻻت ، والذي كان أستاذ الإتصاﻻت في كلية الهندسة في الجامعة اﻷمريكية في بيروت طيلة سنوات، وكان يرأس على مستوى العالم اللجنة الفنية لمشروع الكابل البحري (أي مي وي)، وعمل ومازال يعمل منذ أكثر من عشرة أعوام بجانب سماحة مفتي الجمهورية على تحديث وتطوير أنظمة وأعمال صندوق الزكاة لدى دار الفتوى، وتحتاج لكفاءته وخبراته هيئة "أوجيرو" بدليل أنها تبحث حالياً لدى القطاع الخاص بغية إيجاد وتوظيف شخص جديد يستطيع تحمّل جزء مما كان يقوم به الدكتور شبارو.
• إجراءات كريدية: إستهداف السنة من بيروت إلى شبعا
ألغى السيد عماد كريدية، وفي خطوة موجهة ضد المسلمين والطائفة السنية تحديدا في هيئة "أوجيرو" ودون أي تبرير، مديرية التخطيط اﻻستراتيجي وأقصى مديرها الدكتور المهندس مجيد عبد الرحمن وأخرجه من مكتبه بأبشع الطرق وأفظعها على مرأى ومسمع كل الموظفين الذين تجمعوا في الممر المؤدي على مكتبه وهم مصدومون لما يجري.
والدكتور المهندس مجيد عبد الرحمن هو من بلدة شبعا الجنوبية من الطائفة السنية، وكان قد جاء به الرئيس رفيق الحريري في بداية التسعينيات ليعمل مع رئيس هيئة "أوجيرو" يوسف النقيب بهدف مراقبة تنفيذ عقود الخلوي مع شركتي ليبانسيل وسيليس.
وهو من الخبراء العالميين المشهود لهم في المحافل العالمية والعربية المتخصصة في مجال اﻻتصاﻻت الراديوية واللاسلكية ومتخرج من أكبر الجامعات الكندية بمنحة من مؤسسة الحريري التي علّمت آﻻف الطﻻب اللبنانيين ومن بينهم الدكتور عبد الرحمن.
كان عبد الرحمن ضحية اﻻضطهاد والظلم في بداية حقبة الرئيس آميل لحود أثناء الملاحقات الكيدية ضد الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتم إدخاله السجنَ ظلماً وكيداً بغية إجباره على إعطاء إفادات كاذبة بحق الرئيس الشهيد، غير أنه لم يخضع للترهيب والضغوطات وأُطلق سراحُه بريئاً من كل التهم ، فتمت مكافأته من قبل السيد عماد كريدية بإبعاده بشكل إستفزازي ومهين وإلغاء موقعه وخسارة مركزِ مديرٍ في "أوجيرو" للطائفة السنية دون أي تبرير ودون أي سبب ودون أي ذنب اقترفه، سوى أنه ربما كان هو أيضا من الفريق المغضوب عليه من التيار الوطني الحر أثناء تولي الوزراء العونيين لمهام وزارة اﻻتصاﻻت ووقوفه بوجه قراراتهم المخالفة للقانون.
• هل سننتظر إعادة توازن الأوضاع في "أوجيرو" ؟
علمتنا التجارب أن ما خسرناه من مواقع في الدولة لا يعود ، فلأهل السنة نقول: أعظم الله أجوركم بخسارتكم التي لن تعوّض في أحد المواقع القليلة التي كان لكم وجود فيها.
وهاهو السيد كريدية يعيد المديرية الإدارية للثنائي الشيعي ويتناسى إعادة المديرية المالية للطائفة السنية مع إلغاء مديرية التخطيط الاستراتيجي.
إقرأ أيضا : هكذا تسقط مواقع السُنـّة في أوجيرو (1_3)
• ردود فعل مرتقبة
لقد أحدثت مقالاتنا أثراً واضحاً في المواقع السياسية والإدارية ، واكتشف الجميع أنهم أخطأوا في ردهم علينا عبر مصادر جريدة "المستقبل" لأن الردّ زاد الطين بلة ، ولهذا تقرّر عدم الردّ على ما نكتب ، ونحن نتمنى أن يتم التعامل بموضوعية وأن توضع النقاط على الحروف.
• أخيراً.. نقدُنا للبناء والشتائم للمفلسين
سيعتبر بعض الذين يرتضون لأنفسهم صفة الأبواق أننا نهاجم الرئيس سعد الحريري في إطار مؤامرة كبرى عليه..
لهؤلاء وللرئيس الحريري ولكل مستشاريه نقول: أسكِتونا بتحرّكٍ يلمّ شمل المجتمع السنـّي وأوقفوا الإنهيار الحاصل في ظل وجودكم في الحكم ، فليس لنا معكم خصومة شخصية ولا نهدف إلى تهشيم مركز رئاسة الوزراء ، لأنها تخص كل المسلمين وكل اللبنانيين، وتحصين هذا الموقع يكون بإستعادة اللحمة مع رؤساء الحكومات السابقين والمجتمع المدني وفعالياته ومع مرجعيته الدينية الأم المتمثلة بدار الفتوى.
ومن باب النصح والتسديد نقول: إن الشارع السني عموماً والبيروتي خصوصاً بات يضيق بما يجري حوله ، ويعلن احتجاجه على سياسة التهميش الحاصلة ، وهو بدأ ينظم صفوفه في إطار حالة إحتجاج سياسي تبلور نفسها تحت ضغط الإستهتار السياسي الحاصل بكل الثوابت الدينية والحقوقية ، وهذا أمر لن يكون ممكنا ضبط مساره إذا بلغ حد المعارضة الجذرية والنهائية ، والأفضل للجميع فتح أبواب الحوار ، وأن يستقوي الرئيس الحريري بكل قوى وطاقات المجتمع المسلم ، ليستعيد قدرته على التوازن الوطني ، فكل الذين إعترضوا وخرجوا ، لم يفعلوا ذلك نتيجة عوامل شخصية ، بل لأنهم شعروا بخطر وجودي يتهدّدهم ، فهل يعي الرئيس الحريري هذه الحقيقة ويعود لإستيعاب وإحتواء الجميع أم نذهب إلى طلاق بائن سينفجر حتماً في صناديق الإقتراع النيابية؟!