في ضوء المواقف والإملاءات التي أطلقها الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، بعد الأحداث والتطورات العسكرية في جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع وما رافقها من تعليقات وصلت إلى حد تخوين البعض لـ"حزب الله" واتهامه بعقد اتفاقات سرية مع "جبهة النصرة" و"داعش"، من أجل تسليمه جثثاً تعود لمقاتلين تابعين له كانوا قد سقطوا في المواجهات العسكرية التي حصلت بين الحزب والتنظيمين المذكورين، نقلت أوساط نيابية مقربة من رئيس الحكومة سعد الحريري، انزعاجه من مواقف نصر الله الأخيرة.
وقالت الأوساط السياسية ان التطورات أكدت بمعظمها على وجود صفقة ما أو قطبة مخفية بين حزب الله وتنظيمي النصرة وداعش، أفضت في النهاية إلى انسحابهما من منطقة الجرود في السلسلة الشرقية، بما يشبه الخطة المدبرة التي تمت على إثرها صفقة تسليم الجثث إلى الحزب، مقابل تأمين انتقال مقاتلي النصرة وداعش سالمين من السلسلة الشرقية، دون أن يرف جفن لـ"حزب الله"، بعدما أصبح يتقن فن نقل المعركة إلى ميدان خصومه السياسيين الذين يتهمهم بالتقصير وعدم السعي للكشف عن الجنود المخطوفين.
وأشارت إلى أن الحريري تجنب مواقف مواجهة لنصر الله حتى لا يؤثر ذلك على معنويات الجيش اللبناني الذي خاض برأي الحريري أشرس المعارك مع الإرهاب، وقام بواجبه على أكمل وجه وخاصة في جرود رأس بعلبك والقاع، بالإضافة إلى المحافظة على السلم الأهلي، فاستحق التقدير من جميع اللبنانيين.
وفي التداعيات المستمرة للصفقة بين حزب الله والإرهابيين، ما أظهرته الوقائع من تناقض فاضح بين موقف نصر الله في العام 2016 الذي كان يرفض خروج داعش من لبنان والتجمع على الحدود السورية العراقية وصفقة اليوم التي تنص تماماً على عكس ذلك.
وقال نصر الله العام الماضي، ما حرفيته إن الانتصار العراقي الحقيقي هو أن تضرب داعش وأن يعتقل قادتها ومقاتلوها ويزج بهم في السجون ويحاكموا محاكمة عادلة، لا أن يفتح لهم الطريق إلى سورية، لأن وجودهم في سورية سيشكل خطراً كبيراً على العراق قبل كل شيء.