رأت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ الضربة الأميركية التي استهدفت موكب عناصر "داعش" المتوجه من الحدود اللبنانية - السورية إلى البوكمال في شرق سوريا بمحاذاة الحدود العراقية يوم أمس تدل على غضب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق الذي أُبرم قبل أيّام بين التنظيم والجيش السوري و"حزب الله" والقاضي بتأمين عبور مقاتليه إلى المنطقة المذكورة.


ولفتت الصحيفة إلى أنّ الغارات الأميركية عرقلت الطريق التي سلكها 17 باصاً و12 سيارة إسعاف، كاشفةً أنّ ضربات أميركية أخرى استهدفت مقاتلين من "داعش" سارعوا إلى الانضمام إلى رفاقهم في التنظيم المحاصرين، بحسب ما نقلت عن الكولونيل الأميركي رايان ديلون، المتحدّث الرسمي باسم التحالف الدوليّ ضدّ "داعش".

وقال ديلون بعدما أكّد في وقت متأخر من يوم أمس أنّ التحالف أحدث فجوة في الطريق ودمّر جسراً صغيراً لمنع موكب "داعش" من التقدم شرقاً: "لم نقصف موكب الباصات وسيارات الإسعاف إلاّ أنّنا استهدفنا المركبات المنفردة والأفراد الذين تم تحديد انتمائهم إلى "داعش" بشكل واضح".

ديلون الذي شدّد على أنّ التحالف سيضرب "داعش" إذا ما تبيّن له أنّه قادر على القيام بذلك من دون إلحاق الأذى بالمدنيين، شرح بأنّ الضربات الأميركية حالت دون وصول موكب "داعش" إلى أرض خاضعة لسيطرته، أي أنّ المقاتلين كانوا في عمق منطقة يسيطر عليها الجيش السوري وحلفاؤه، وفقاً للصحيفة.

في هذا السياق، قالت الصحيفة: "يبدو أنّ مقاتلي "داعش" الذين استهدفتهم الغارة كانوا آتين لنجدتهم (رفاقهم في التنظيم الذين يتم إجلاؤهم من القلمون الغربي)، على الطريق نفسه ولكن من الشرق إلى الغرب"، علماً أنّ الموكب كان متجهاً من الغرب إلى الشرق.

ديلون الذي رأى أنّ اتفاق العبور الآمن قوّض جهود قتال "داعش" في سوريا والعراق، قال: "ليس التحالف طرفاً في الاتفاق الذي أبرم بين لبنان و"حزب الله" و"داعش"، مؤكداً أنّ احتمال ضرب موكب "داعش" بشكل مباشر ما زال وارداً، ومعيداً امتناع التحالف عن تجديد غاراته على التنظيم إلى تحقُّق المسؤولين من اختلاط المقاتلين مع المدنيين.

من جهته، انتقد بريت ماكغورك، المبعوث الأميركي الخاص لدى التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، الاتفاق وقال: "يجب قتل ارهابيي تنظيم "داعش" في الميدان وليس نقلهم على متن حافلات عبر سوريا نحو الحدود العراقية من دون موافقة العراق".

في المقابل، هنأ قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل، قائد الجيش العماد جوزاف عون على نجاح عملية "فجر الجرود"، وأداء الوحدات التي شاركت فيها، مؤكداً استمرار الدعم الأميركي للجيش.

يُذكر أنّ مقاتلي "داعش" وصلوا يوم الثلاثاء إلى حمص حيث نُقلوا إلى باصات وسيارات إٍسعاف أرسلها التنظيم واتجهوا نحو البوكمال في رحلة تستغرق 10 ساعات.

وبحلول يوم الأربعاء، كانت المسافة التي قطعها موكب "داعش" مجهولة قبل أن يشنّ التحالف ضربته ويعيق تقدّم المسلحين باتجاه دير الزور، على حدّ ما أوردت الصحيفة.