وقالت الصحيفة في تقريرها إن هذا النوع من الاتفاق، الذي انتهى بانسحاب "داعش" عبر تراجع أو هروب مقاتليه من أرض المعركة بشكل تلقائي، يعدّ الأول من نوعه في تاريخ التنظيم منذ بروزه قبل ثلاث سنوات.
وبينت الصحيفة أن "داعش" عكس من خلال المعارك الأخيرة التي خاضها في سوريا والعراق أنه تخلى عن استراتيجية القتال حتى الموت. وتبعا لذلك، اختار عناصر التنظيم الانسحاب، تماما مثل ما حصل في تلعفر، عندما شن الجيش العراقي هجوما ضده.
وأوردت الصحيفة أنه بعد أسبوع من القتال على الحدود اللبنانية السورية، توصل عناصر "داعش" من جهة، والجيش اللبناني والجيش السوري و"حزب الله" من جهة أخرى، إلى اتفاق وقف نار. ومن خلال هذا الاتفاق، قبل عناصر التنظيم أن يتم إجلاؤهم إلى محافظة دير الزور، وهي منطقة خاضعة جزئيا إلى سيطرة "داعش".
نتيجة هذا الاتفاق، أصبحت الحدود اللبنانية مع سوريا خالية من عناصر "داعش" وجبهة فتح الشام، وهي فرع تنظيم "القاعدة" في سوريا، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في سوريا سنة 2011.
وأفادت الصحيفة بأن هذا الاتفاق لم يلق استحسانا من قبل القوات العراقية، اذ اعتبر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن هذا الاتفاق يعزز وجود الخطر الإرهابي على الحدود العراقية.
ومن المثير للاهتمام أن هذا النوع من المفاوضات شائع في سوريا. ففي السابق، انتهت معارك مثل معركة حلب عن طريق الاستراتيجية ذاتها. وفي ذلك الوقت، تم ترحيل مسلحين من المعارضة السورية على متن حافلات إلى إدلب، وفقا لما يمليه الاتفاق الذي تم التوصل إليه.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن هذه الواقعة تعدّ سابقة من نوعها، حيث قبل "داعش" للمرة الأولى شروطا من هذا القبيل. فمنذ معركة الموصل، عمد عناصر التنظيم إلى القتال حتى الموت. وفي الوقت الذي يفقد فيه عناصر "داعش" أراضيهم يوميا، ولم يبق العلم الأسود يرفرف إلا في بعض المناطق، اختاروا التجمع في معاقل التنظيم الأخيرة قبل الموت في أرض المعركة.
(أ بي ثي - عربي 21)