باتت العروس لا تدخل الى منزلها الزوجي قبل وصول الخادمة اليه، كما ان الأغنياء الجدد باتوا يحتاجون الى خادميتن إثنيتن بدلا عن الواحدة، لكي تشعر سيدة المنزل بجرعة إضافية من الـ"بريستيج". في حين اوكلت تربية الأطفال الى الخادمة، حيث بات الطفل يعرف رائحة الخادمة اكثر من رائحة والدته، ويعانقها بحرارة اكثر من تلك التي يعانق فيها والدته التي تصبح غريبة عنه.
هل تعلمون ان لبنان هو من أكثر الدول في العالم التي تستقدم الخادمات؟ هل تعلمون ان الدول العربية هي فقط الدول التي تستقدم الخدم من الخارج؟ لماذا؟ لأن الشعب العربي عموما واللبناني خصوصا يحب راحة "الست" لكي تحافظ على جمالها ونضارة يديها من مساحيق التنظيف، ولكي تتمكن من إستبدالها بمساحيق التجميل.
من البلدان الفقيرة تأتي الخادمات الى لبنان، ولدى وصولها تبدأ السيدة بإنتقادها بأنها لا تعرف ما هو الحمام ولا تعرف ما هو المطبخ وانها اول مرة تستعمل فيه المصعد والسيارة، "فيا ست البيت، هذه الخادمة لو لم تكن تعيش في الريف في دولة فقيرة جدا ولم لم تكن جائعة، لم تترك عائلتها وأولادها لكي تأتي وتقبض منك 200 دولار شهريا وأحيانا أقل، مع تلقيها أسوء معاملة من جلالتك".
في المطاعم نرى الخادمات تمسك الاطفال وتطعمهم، كما ان الخادمة تراقب الطفل اثناء اللعب والمشي، وتلعب معه وتعطيه من حنانها، والـ"ماما" تكون في هذا الوقت تلتقط صورة مع "فم البطة" بكأس النبيذ بيد و"نربيش" النرجيلة في اليد الأخرى، وتنشرها على حساباتها على مواقع التواصل الإجتماعي، لكي تبقى تنافس الصديقات إجتماعيا و"تفشيخيا".
في المنزل، الخادمة تطعم الطفل وتغير له الحفاضات، وتحمله عندما يبكي، وتضحك معه عندما يضحك، وتحزن عندما يمرض، والـ"ماما" تكون في هذا الوقت منشغلة في الصبحية او "البرانش"... فيا سيدات المجتمع إهتموا بأولادكم ونظفوا منازلكم بيديكن. فهل شاهدتم يوما في أوروبا سيدة لديها خادمة إلا إذا كانت من الطبقة الارستوقراطية؟ مع العلم ان تلك السيدات في اوروبا او اي مكان من العالم وحتى في آسيا واميركا تقمن بتنظيق منزلهن وتذهبن الى العمل وتربي اولادهن من دون خادمة.
(ليبانون فايلز)