يوم الوفاء للامام السيد موسى الصدر ونهجه تحول امس في ذكرى تغييبه الى استفتاء شعبي بكل معنى الكلمة للرئيس نبيه بري وحركة «امل»، فاحتشد عشرات الآلاف في ساحة الاحتفال والطرق المؤدية اليها، وتقاطرت الوفود الشعبية من مختلف المناطق لا سيما الجنوب والبقاع الى الضاحية الجنوبية التي خصصت هذا العام لتكون ساحة للذكرى.
والى جانب هذا الحشد الشعبي الضخم، برز الحضور الرسمي والسياسي الشامل والجامع رغم التجاذبات والسجالات الاخيرة التي دفعت الرئيس بري الى عنونة خطابه الشامل بالدعوة الى الوحدة والاحتفال بالانتصار على الارهاب بفضل الجيش والمقاومة.
ولم يترك الرئيس بري صغيرة او كبيرة الا وتطرق اليها اكان على الصعيد الوطني او الداخلي ام على الصعيد الاقليمي والدولي، فكان خطابه مجموعة في قالب واحد عنوانه لبنان واللبنانيين جميعاً.
ولان المناسبة بحجم الوطن بدأ الرئيس بري خطابه بالكلام عن الامام الصدروقضيته، مجددا العهد والوعد بانه سيبقى اول اولوياتنا في ضمان حق الحرية له ولرفيقيه واعلن انه يدرس مع عائلة الامام ولجنة المتابعة خطوات ترتبط بالقانون الدولي والمنظمات ذات الصلة وفق معيار مصلحة القضية والحفاظ على ثوابتها واولها ان الإمام ورفيقيه احياء يجب تحريرهم.
وفي خطابه الشامل حدد الرئيس بري البوصلة للعناوين الاساسية، ووجه رسائل باتجاهات عدة، مؤكداً اننا في مركب واحد ننجوا معاً ونغرق معاً».
ووضع الاصبع على الجرح داعياً الى وقف ما يحصل ومتسائلاً «ماذا يحصل الان؟ بدلا من ان نكون في عرس وطني قامت به المقاومة والجيش يحاولون التنصل حتى من النصر».
ورد على منتقدي تفاوض المقاومة الذي ادى الى تحرير الجرود من الارهابيين، مؤكداً بان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي قام بالتفاوض لم يخطُ خطوة على الاطلاق الا بعد ان ابلغ سلفا بمجرد ان اخذ علما من الاخوة في المقاومة بالموضوع، واعطى علما بذلك لفخامة رئيس الجهمورية ودولة رئيس الحكومة».
وقال «ان ما حصل هو بفضل الجيش والمقاومة فلماذا لا نريده»؟
ودعا الجميع «الى وقف اختبارات القوة والسير على حافة السكين وسياسة عض الاصابع والسياسات الشعبوية والرهان على اخضاع الآخرين، وحكم لبنان بفئوية سياسية، فنحن جميعا في مركب واحد ننجوا معا او نغرق معاَ، ومعنيون بترسيخ وحدتنا وتوحيد طاقاتنا واحترام الدستور وقيام الدولة وادوارها».
وسأل: «علام نختلف؟ على اننا انتصرنا؟ الجميع يعرف البئر وغطائه. كفى مزايدة هؤلاء الشهداء في الجيش والمقاومة استشهدوا من اجلنا جميعا فلنرتفع الى مستوى شهادتهم».
ورفض تحميل المسؤولية للرئيس تمام سلام والحكومة او للعماد جان قهوجي، وقال هذا مضحك للغاية، وشر البلية ما يضحك، الحكومة السابقة هي نفسها الحكومة الحالية ما عدا «واحد حط وواحد نط» نفس المكونات موجودة في الحكومتين، والفرق الكتائب نطت والقوات جاءت.. كلها اعذار لكي لا يقال اننا انتصرنا».
واكد بشكل حاسم قائلاً: انه الانتصار الثاني، الانتصار الثاني ونص كمان، فنلحتفل جميعا يدا واحدة وكتف على كتف: خط عرسال العربي والوطني انتصر على الارهاب بفضل الجيش والمقاومة فلماذا لا نحتفل».
وحرص الرئيس بري على تهنئة لبنان شعباً وجيشاً ومقاومة بتحرير الجرود الشرقية من الارهاب، مذكراً ايضاً بتحرير جرود القلمون بالتعاون مع الجيش السوري وقبلها تحرير مناطق القصير، كما حيا القوى الامنية الساهرة على امن المواطن من خلال العملية المستمرة لمكافحة الارهاب وخلاياه.
وشدد على العلاقة بين لبنان وسوريا، داعيا للانتباه الى «ان كلا البلدين هو حاجة استراتيجية وبشرية للاخر، عدا عن ان سوريا تشكل العمق العربي والجغرافي والمنفذ البري الوحيد للبنان... نحتاج معها لمصلحة الى بناء شراكة كما مع مصر وكذلك التنسيق مع دول الجوار في ما يتعلق بالنفط والغاز، وتأكيد ترسيم الحدود البحرية مع العدو الاسرائيلي».
وقال «كما شكرنا الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا على مساعدتها، فانه من باب اولى ان ننسق خرائط العمليات الامنية والعسكرية بين لبنان وسوريا بما مكننا من هزيمة الارهاب وتجفيف مصادره وتنظيف المناطق الحدودية...».
واضاف: «ان اسلوب دفن الرأس بالرمل او التراب في العلاقة مع سوريا هو استمرار لمحاولة استغباء الرأي العام بينما ينخرط جميع المسؤولين كسماسرة او مقاولين في شركات اعادة اعمار سوريا، وهم الذين كانوا قد تخلوا عن المقاومين في الحرب على الارهاب والعدوانية عبر كل جهات الحدود».
ودعا الرئيس بري الى المشاركة اليوم في احتفال النصر في بعلبك في الساحة التي دعا اليها السيد حسن نصرالله، وهي ساحة القسم ايضا لحركة المحرومين.
وقال ان الانتصار على الارهاب يستدعي بناء ثقافة الاعتدال على قاعدة بيان الازهر الشريف ودعوة المرجع الاكبر الإمام السيستاني.
وتطرق الى الشؤون الداخلية والمعيشية فقال «ان سلسلة الرتب والرواتب ليست منّة من احد بل هي حق لمستحقيها»، منبهاً من ابتلاعها عن طريق زيادة الاسعار والاقساط المدرسية، وداعيا الحكومة الى ان تحاسب وتراقب.
وجدد التأكيد على تعزيز دور الهيئات الرقابية ورفع اليد عن القضاء.
ودعا الى سياسة اليد الممدودة بين ايران والدول العربية وخصوصاً السعودية ودول الخليج، قائلاً «اليس ذلك أقل كلفة واكبر رصيدا من المناكفات والحروب المجانية؟».
الديار : أسلوب دفن الرأس بالرمل في العلاقة مع سوريا استغباء للرأي العام
الديار : أسلوب دفن الرأس بالرمل في العلاقة مع سوريا استغباء...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
213
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro