لن أكتب عنك في ذكراك ...
ليس لأنك لا تستحق ...
بل لأن الكلمات البكر تأبى مقابلتي ...
تأديبا !
وبعضهنّ آثرت أن تلوّح لي من البعيد ...
خجلا !
وأنت ياسيدي لا تليق بك كلمات لقيطة...
أو تلك التي تشبه بضاعة الأسواق ...
بلى يا إمام ...
طالما كانت الحروف على حقّ ...
فنحن نخاف مواجهة السلطان
وأنت بذلت قدّامه حرّيتك ...
ونحن نعتاش من السكوت
وأنت لم تسكت يوما لنحيا ...
ونحن نهتف لحكامنا حتى يختنق الصّوت
وأنت قد بحّ صوتك في وجوههم الكالحة ...
أنت ...
هجرت نومك ...
وعاديت خبزك كرمى عيون المحرومين
وها نحن يزعجنا أنينهم ...
أنت غرست فينا حب لبنان
ونحن نعرضه رخيصا في أسواق الفاسدين ...
نتاجر في الدّواء ...
نقبل الرشاوى ...
ندوس على الضعفاء ...
نحتكر الوظائف ...
نسلب الحقوق ...
ونبني القصور ...
ونختلس ...
لذا ...
سأرجمنا بكلمات ...
علّ الحرف يرضى
فنكتبك صادقين .