أولاً: الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)
تنظيم الدولة هذا ملأ الرحب على وُسعه، وصولاً إلى أوروبا، بالعنف والإرهاب والقتل والاغتصاب والسّبي وتدمير المدن، ومحو التراث الإنساني العريق في العراق وسوريا، مهد الحضارة البشرية، التنظيم الذي حمل سيف النّقمة باسم الإسلام واسم خلافة راشدة، التنظيم الذي اعتنق قيم القرون الوسطى، قيم إسلامية مغموسة بما تيّسر من موروثات الشرق الاستبدادي العتيق، ذبحُ الرجال، واسترقاق النساء والأطفال، هذا التنظيم الذي سعى لإقامة دولة أنفال وغنائم، مُتقيّدة بشرائع الحرب وقوانينها في شبه الجزيرة العربية خلال القرون الهجرية الأولى، هذا التنظيم الذي تبرّأ منه الجميع: الأنظمة والتنظيمات ، الدول الإقليمية (ما عدا تركيا) ،والدول العظمى، وتجنّد الجميع لمحاربته، في حين تمكّن بسرعة قياسية من احتلال أكثر من نصف العراق بين ليلةٍ وضحاها، واجتاح مساحاتٍ واسعة من سوريا،حيث أقام في مدينة الرّقة مركزاً له في "ولاية" سوريا.
إقرأ أيضا : بالفيديو... نديم قطيش : إذا داعش عدو لحزب الله لماذا أهدته ورقة العسكريين المخطوفين ؟
وظلّ السؤال المُحيّر يقُضُّ مضاجع الجميع! من يقف بجانب التنظيم، ومن يقف ضدّه فعلاً؟ حتى بات معروفاً أنّ رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي كان أبرز المتورطين في تسليم مدينة الموصل وشمال العراق للتنظيم، وكانت صلات التنظيم بالنظام السوري غامضة ومُعقّدة، رغم تناوبهما على احتلال مدينة تدمر واخلائها أكثر من مرة، كذلك دارت شُبهات عدّة حول علاقة الولايات المتحدة الأميركية بالتنظيم حرباً ومهادنة، ممّا أثار اللغط والاضطراب في مواقف عدّة، وظلّت علاقة التنظيم بالنظام السوري على غموضها حتى جاءت أحداث عرسال اللبنانية والقلمون الغربي السوري في الأيام الماضية لتجلوها بعض الجلاء .
إقرأ أيضا : لم يعد أمام داعش سوى الاستسلام أو الانتحار!
ثانياً: بعض الاعتذار لداعش والشكر لحزب الله
إذا صحّت تكهنات صلة الدواعش بالنظام السوري، نظام الرئيس بشار المقاوم والممانع، يصبح لزاماً علينا تقديم بعض الاعتذار لاركان التنظيم، فلرُبّما ساهموا "بجهادهم" وأرواحهم في خدمة تيار المقاومة والممانعة ضد إسرائيل، والاعتذار واجب لشدّة ما قسونا عليهم بالإدانة والتقريع والتّخوين، أمّا الشكر الخالص فهو لحزب الله الذي أظهر للعيان وشائج صلات داعش بالنظام السوري، بعد أن انجلت تلك الصورة الداكنة عن التنظيم، بالصّور الواضحة في عقد العقود وحفظ العهود مع داعش والنُّصرة وتأمين مواصلاتهم المريحة مع العائلات والاسلحة الفردية إلى حيث يرغبون، بانتظار مهام جديدة ،نرجو أن تكون في خدمة تيار المقاومة والممانعة والانتصارات المجيدة.