لطالما اصطدم حزب الله بحقيقة مفادها ان حجمه الشعبي والمالي والعسكري المتضخم لا يستطيع ان يسيّله بالسياسة بشكل يعكس عدالة منطقية في بلدان اخرى من خلال توازن ضروري بين الواقع والتمثيل , وهذا مردّه الى طبيعة تركيبة النظام اللبناني وتوزيع التمثيل فيه على الطوائف بغض النظر عن حجم الطائفة الديمغرافي او حجم وقوة الحزب الممسك بها ,, من هنا فالحزب يدرك جيدا بان لا قيمة فعلية لقوته العسكرية حال السير الطبيعي لمجريات اللعبة الداخلية , وهذا الواقع لطالما وضعه امام خيارين فاما القبول بهذا الخلل المجحف بنظره وبالتالي فهو مرفوض حتما واما السعي الدائم لتحصيل ما يعتبره حق مكتسب له من خارج سياق النمط القانوني ريثما تأتي الظروف المناسبة لتغير قواعد اللعبة , هذا ما شهدناه في 7 ايار , وهذا ما حصل عند اسقاط حكومة الحريري والاتيان بهذه الحكومة , والهدف في كلتَي الحالتين طبعا هو الحفاظ على سهولة لعب دوره الاقليمي المناط به كجزء من محور يتعدى بامتداداته حدود الوطن ومصالحه , من هنا فانا اعتقد اذا ما اخذنا بعين الاعتبار المتغيرات الاقليمية وبخاصة على الساحة السورية وما يمكن ان تشكل لدى الحزب من خطر داهم يكاد يتلمسه يوميا فانه لن يقف مكتوف الايدي حتى تصل النار الى قرصه بعد السقوط المنتظر لنظام بشار لذا فقد اعلن مرارا هو وحليفه الايراني بانهما لن يسمحا بسقوط هذا النظام مهما كلف الامر , وبالتالي فان الدور المناط به في المرحلة القادمة خاصة في ظل التقدم العسكري الذي تحققه الثورة في الميدان هو المزيد من الانغماس في الدفاع " الواجب " والمباشر والحيلولة دون سقوطه وهذا الدور " الواجب " يترتب عليه تأمين ساحة خلفية لا تشوبها معوقات هو بالغنى عن التلهي بتفاصيلها الصغيرة , بل هو احوج ما يكون الى ساحة فارغة يمتلك فيها حرية الحركة وهذا متوقف على عدم وجود حكومة مركزية او سلطة سياسية يشاركه فيها اخرون , وهذا لن يتحقق الا باحداث فراغ سياسي ناتج عن تطيير الانتخابات او تأجيلها وهذا اضعف الايمان , واذا كانت القاعدة الفقهية التي يؤمن بها تقول بأن مقدمة الواجب , واجب .فالنتيجة الحتمية تفضي الى ان .. الفراغ ,,, واجب .