لا «صفقة» تهريب الإرهابيين معززين مكرمين إلى «سوريا الأسد»، ولا «صفعة» فتح الحدود السورية لكسر الحصار اللبناني المطبق عليهم وتأمين طريق عودتهم سالمين آمنين إلى الحاضنة السورية برعاية «حزب الله» وحفظه، ولا محاولات الحزب اليائسة لتبرير «الصفقة والصفعة» أمام أهالي العسكريين اللبنانيين المفجوعين بمشهد القوافل السورية وهي تقلّ قتلة أبنائهم بأسلحتهم عبر معابر «الممانعة والمقاومة»، ولا مساعي تحوير الانتصار على الإرهاب من وطني إلى فئوي، ولا التطاول والافتئات على حقيقة تقهقر «الدواعش» تحت ضربات قوى الشرعية اللبنانية، ولا «حرب الرايات» التي يشنها «حزب الله» والنظام السوري على المرتفعات للتشويش على عملية رفع العلم اللبناني فوق الأراضي المحرّرة.. كل ذلك أعجز من أن يحجب «فجر الجرود» الساطع في ميدان المعركة، بدءاً من تطهير جرد رأس بعلبك والقاع وصولاً حتى تحرير رأس القمم الحدودية التي بلغتها الوحدات العسكرية بالأمس لتغرس العَلَم والأمل والطمأنينة بأنّ الجيش وحده يُحرّر الأرض ويحمي السيادة والحدود.
وفي هذا السياق، أعلنت قيادة الجيش أن وحداتها استكملت أمس عملية الانتشار في منطقة وادي مرطبيا ومحيطه، حيث تم التأكد من خلوّها من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، وجرى رفع العلم اللبناني فوق قمم «حليمة قارة» و«عقابة مرطبيا» و«حليمة القبو»، التي تشكّل المرتفعات الأعلى في المنطقة، فيما تقوم الفرق المختصة في فوج الهندسة بمسح الأراضي لكشف العبوات والألغام والأجسام المشبوهة التي خلفها الإرهابيون والعمل على معالجتها.
أما في ملف رفات الجثامين التي تخضع لفحوض الحمض النووي، وبينما جزم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أمس بأنها تعود إلى العسكريين المختطفين، فبرز خلال الساعات الأخيرة العثور على رفات جديدة في منطقة الرهوة في الجرود اللبنانية يُعتقد أنها تعود إلى جثمان الشهيد عباس مدلج. في حين أكدت مصادر عسكرية لـ«المستقبل» أنّ الجيش اللبناني ينتظر نتائج الـ«دي أن إيه» للتيقن من هويات جثامين شهدائه، وليعلن تالياً «انتهاء المهمة بنجاح» بعد تحرير الأرض اللبنانية من الوجود الإرهابي وكشف مصير العسكريين الذين كانوا مختطفين، مشددةً في هذا السياق على أنه «كما كانت قيادة
المؤسسة العسكرية تملك وحدها تحديد «ساعة الصفر» لبدء عملية «فجر الجرود» كذلك فإنها تملك اليوم وحدها تحديد ساعة نهاية العملية».
وعن موعد صدور نتائج الحمض النووي، أشارت المصادر إلى إمكانية صدور نتائج أولية خلال أيام، غير أنّ النتائج العلمية النهائية من المستبعد صدورها رسمياً قبل أسبوعين في أقل تقدير نظراً لحالة الرفات التي مضى عليها وقت طويل في الجرود ما يُصعّب عملية الفحوص بشكل يضطر معه الأخصائيون إلى إجرائها أكثر من مرة للتثبت من نتائج المطابقات النووية بين العينات.
الحريري
في الغضون، رسم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري خطاً أحمر حول حملات التطاول والافتراء على رئيس الحكومة السابق تمام سلام في معرض المزايدات السياسية الجارية في ملف العسكريين الشهداء، فرد بحزم على المتحاملين على سلام مستذكراً أنهم لم يبادروا إلى الانسحاب من حكومته احتجاجاً على المزاعم التي يطلقونها اليوم.
وقال الحريري في تغريدتين عبر «تويتر» أمس: «لا أتذكّر أنّ المتحاملين على تمام بك سلام اليوم، انسحبوا من حكومته يومها احتجاجاً على ما يزعمونه الآن»، مشدداً في المقابل على أنّ «تمام سلام أعلى من أن تصيبه سهام المتحاملين»، وأردف قائلاً: «كنّا إلى جانبه وسنبقى.. ولحد هون وبس».
«المستقبل»
تزامناً، عبّرت كتلة «المستقبل» النيابية أمس عن تعازيها الحارة إلى عائلات الشهداء العسكريين وعن تقديرها العميق «للإنجاز الوطني الكبير الذي حققه الجيش البطل والمتمثل بتحرير الجرود»، مجددةً التمسك بالشرعيات الثلاث «اللبنانية والعربية والدولية»، بوصفها «ثوابت تتكامل في ما بينها في حماية مصلحة لبنان ومصلحة جميع أبنائه».
وإذ أسفت «للمواقف التي صدرت عن البعض وكان الهدف منها حرف الأنظار عن المعاني الحقيقية للنصر الذي حققه الجيش وللتغطية على السماح بفرار القتلة المجرمين»، استنكرت الكتلة «الموقف المخادع الذي اعتمده «حزب الله» تجاه الفصل الأخير من المواجهة التي خاضها ببطولة ومهنية عالية الجيش ضد التنظيم الإرهابي «داعش» (الذي) عقد معه الحزب والنظام السوري صفقة تبادل جثث مقاتليهم وأسراهم وأسير تابع للحرس الثوري الإيراني في مقابل ضمان حرية عناصر «داعش» (...) علماً أن «حزب الله» كان يعترض بشدة في السابق على أي نوع من أنواع التفاوض لإطلاق العسكريين اللبنانيين في العام 2014»، وختمت بالقول: «إنّ «حزب الله» بهذا الموقف المخادع كشف للشعب اللبناني أنّ ما يهمه هو نفسه ومصالح إيران والنظام السوري لا مصالح الشعب اللبناني»، مع لفت الانتباه إلى أنّ «فصول اليومين الماضيين كشفت حقيقة «حزب الله» الذي يخشى من تعزيز قوة الجيش أو قوة الدولة اللبنانية التي يريدها أن تبقى ضعيفة ومستضعفة تحت جناح الحزب وإملاءات الولي الفقيه».
المستقبل : الحريري للمتحاملين على سلام: لحدّ هون وبسّ الـجـيـش يُـحـرّر الأرض
المستقبل : الحريري للمتحاملين على سلام: لحدّ هون وبسّ...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
195
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro