بعدما تناولت المسكن بسبب الديسك اليوم عصراً قصدت النادي الحسيني في بلدة من محافظة صور للمشاركة في مجلس عزاء حسيني عن روح طاهرة من أسرة عزيزة على قلبي رحمها الله ورحم أمواتكم جميعاً اعتلى المنبر عالم دين وقرأ مجلساً حسينياً بصوت رائع حزين استدر دموعنا على مأسأة كربلاء وفاجعتها بارك الله به وآجره أجراً عظيماً ؛ وأكد في حديثه على وجوب الصدق وحرمة الكذب والغيبة والنفاق والرياء وسائر الصفات المذمومة التي تورط بها المؤمنون المسلمون في عهد الإمام زين العابدين (ع) مما حدا به للقول بأنه ( لم يحج بيت الله الحرام إلا أنا وناقتي ورجل من البصرة !? ) هنا انزعجت من قوله هذا الحديث المنسوب للإمام زين العابدين (ع) إنزعاجاً عظيماً وتذكرت بأنني قرأت منذ أكثر من 30 سنة كتاباً للفقيه والعالم الشهير المرحوم الشيخ محمد جواد مغنية رحمه الله يقول فيه : حاشا للإمام زين العابدين (ع) وهو زين العابدين (ع) بأخلاقه العظيمة أن يصدر منه هكذا قول يتضمن حكما شرعيا يحكم فيه بفساد حج كل المؤمنين المسلمين وبطلانه !? ليس من أخلاق أهل بيت النبوة والطهارة والرحمة والحنان والتسامح أن يصدر منهم هكذا موقف محمولاً بأقصى درجات التطرف والقساوة والغلظة بحق الحجيج المؤمنين المسلمين الذين دائما هم من أكثرية الناس المستضعفين الطيبين بفطرتهم وبعد الفراغ من المجلس سألت عالماً دينياً كان يجلس إلى يميني وعالماً دينيا آخر كان يجلس على يساري عن مدى صحة هذا الحديث ؛ فأجابني الأول بنفي صحته ولا يقبله عقل يعرف سيرة أهل البيت في تسامحهم ورحمتهم ومحبتهم للناس المستضعفين وأجاب الآخر بقوله : ربما يكون الحديث صحيحا ولا بد من مناقشته ؛ وهكذا اختلف علماء الدين في كثير من مفاهيم الدين وأفكاره وفتاواه وسيبقى الإختلاف قائما بينهم إلى قيام الساعة ولست ضد الإختلاف طالما لا يدفع نحو الكراهية والتقاتل والبغضاء