ارتفعت صرخات النصر وانهالت التبريكات.. هنا مجموعة عناصر تحتفل عن طريق "الدبكة " وهناك آخرون يهللون فرحًا..
نعم.. داعش خرج إلى اللاعودة حسب قناعاتهم، خرج بأسلحته الفردية بباصات الإمام المهدي أعيدوا إلى مكان انتاجهم وبقيت وحدها الالام في وسط بيروت.. والد محروق ودمعة والدة وصرخات زوجة.. وحدهم بقوا وهزوا بأوجاعهم عرش الإنتصار الوهمي الذي أعاد الينا عسكريينا جثثًا هامدة وعاد القاتل إلى حياته..
3 سنوات من العذاب لم يشعروا ببرد الشتاء ولا حر الصيف اذ أن خبرًا واحدًا عن فلذات أكبادهم سيعيدهم الى الحياة وهم الموتى الذين قتلهم جور السياسيين واستهتارهم بحياة العسكريين فأصبحوا أجسادًا باردةً لن تحيا الا عندما تشعر بلمسة حبيب خطف بتآمر لبناني مع الدواعش..
إقرأ أيضًا: رسالة من حسين يوسف إلى اللبنانيين والسياسيين
غادرت الباصات يوم أمس وما زال والد الشهيد عباس مدلج يبكي لمصير ولده المجهول، غادر "الدواعش القاتلين" بعد أن أشربوا حسين يوسف كأسًا مرة لن تذهب مرارتها طالما بجسده روح كذلك باقي الأباء والأمهات..
ظننا لوهلة أن فجر الجرود بزغ لكن للأسف فإن عدتم عدنا فرضت علينا هزيمة تمثلت بقبولنا لواقع ترحيلهم دون معاقبتهم.
نعم.. حررت الأراضي والجرود عادت لأصحابها الا أن النصر لن يكتمل الا بإعادة الكرامة لمن ذل 3 سنوات..
السياسيون وداعش لم يقتلوا وحدهما عسكريينا.. نحن قتلناهم بسكوتنا بإنتفاضتنا الإفتراضية ولو أننا اردنا الحرية لوقفنا أمام الباصات منعًا لمرورها.