إذا كان الجيش اللبناني تلقف بكثير من الحزم والحذر الصفقة المبرمة على جبهة الجرود السورية مع تنظيم «داعش» وسط تأكيد مصادره لـ«المستقبل» أنه يعتبر عملية «فجر الجرود» اللبنانية مستمرة ولن تنتهي إلا بانتهاء نتائج فحوص الحمض النووي على الجثامين بالإضافة إلى تحديد مكان جثمان العسكري المخطوف عباس مدلج، فإنّ تيار «المستقبل» تلقى بمزيد من الأسف حفلة التوتير والضرب على وتر «الانتصار» الجردي التي صبغت إطلالة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله أمس احتفاءً بالاتفاق السوري المعقود بين نظام الأسد والحزب و«أمراء داعش» على تأمين عبور سالك وآمن للإرهابيين بأسلحتهم الخفيفة إلى الداخل السوري، سيّما وأنّ «التيار» أبدى رفضاً قاطعاً لمحاولة «تحويل مناسبة تحرير الجرود البقاعية والانتصار الذي حققه الجيش اللبناني على تنظيم «داعش» الإرهابي والنهاية التي آل إليها مصير العسكريين المخطوفين إلى ميدان لتعكير المناخ الوطني ولتجيير هذا الانتصار لمصلحة أجندات إقليمية وتحديداً لمصلحة نظام بشار الأسد المسؤول الأول والأخير عن توريط سوريا في مذابح أهلية لا مثيل لها في التاريخ العربي».
فبعد تقديم اعتذاره من اللبنانيين وأهالي الشهداء عن الاضطرار تحت وطأة مضامين خطاب نصرالله إلى دخول حلبة السجال السياسي في لحظة يُفترض أن تكون للتوافق والتلاقي الوطني،
جدد «المستقبل» في مقابل سعي الأمين العام لـ«حزب الله» إلى «محاسبة القوى السياسية على مواقفها المبدئية»، التأكيد على كون «هذه اللغة» لن تؤثر على موقف «التيار» المبدئي من سياسات الحزب والإصرار على «اعتبار مشاركته في الحرب السورية وامتداداتها اللبنانية جزءاً لا يتجزء عن المظلة الإيرانية للحروب الدائرة في غير بلد عربي»، مع التشديد على تمسك «المستقبل» بالتزاماته المبدئية «تجاه الدولة ومؤسساتها الشرعية وبرفض استخدام لبنان وحكومته جسراً لتقديم شهادات حسن سلوك للنظام السوري»، خصوصاً أنّ بيان «التيار» الصادر رداً على خطاب نصرالله لفت الانتباه إلى أنّ «المسؤولية الأخلاقية تفترض التعاطف مع الأهالي المفجوعين وتجنب الإساءة لمشاعرهم أو إخضاعها للمزايدات السياسية (...) والتضحيات التي قدّمها الجيش اللبناني والإعلان عن استشهاد العسكريين الذين خطفهم وقتلهم غدراً تنظيم «داعش» الإرهابي يجب أن تشكل مناسبة لاجتماع اللبنانيين بكل أطيافهم السياسية والطائفية حول الدولة ومؤسساتها الشرعية، والتوقف عن تقديم الخدمات المجانية للنظام السوري واعتبار لبنان منصة لتقديم المصالح الخارجية على المصلحة اللبنانية».
الحريري
وكان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري قد أصدر بياناً ظهر أمس أعلن فيه يوم 28 آب 2017 يوماً «لانتصار لبنان على الإرهاب ولتحية قيادة الجيش وتكريم الشهداء»، في حين تريّث في إعلان الحكومة يوم حداد وطني بانتظار التأكد من نتائج فحوص الـ«دي أن إيه» للجثامين، بالإضافة إلى اعتباره «يوم تضامن مع الجيش وأهالي الشهداء».
وجاء في نصّ بيان رئيس مجلس الوزراء أمس: «إذا كان اليوم (28 آب) هو يوم لانتصار لبنان على الإرهاب وطرد تنظيماته، فإنه أيضاً يوم لتحية قيادة الجيش التي تحملت مسؤولياتها بكل جدارة واستحقاق وخاضت واحدة من أشرف المعارك الوطنية، ويوم لتكريم الشهداء الذين سطروا بدمائهم صفحة مجيدة من صفحات الدفاع عن لبنان وشعبه وسيادته». وأضاف: «إنّ الحكومة اللبنانية، وبعد التداول مع فخامة الرئيس العماد ميشال عون، ستُعلن يوم حداد وطني فور التأكد من نتائج فحص الحمض النووي للجثامين الثمانية، ويوم تضامن مع الجيش ومع أهالي الشهداء الذين قدموا على مدى أشهرٍ طويلة نموذجاً للتفاني والصبر وإرادة الصمود في وجه المِحنة»، ليختم الحريري قائلاً: «رحم الله الشهداء وحمى لبنان وشعبه وجيشه».
الجيش
تزامناً، برزت أمس الجولة التي نظمتها مديرية التوجيه في الجيش اللبناني لوسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية على الجرود في السلسلة الشرقية التي حررها الجيش وطرد منها «داعش»، بحيث شملت الجولة شروحات عسكرية للتكتيكات العسكرية وغزارة النيران التي اضطرت الإرهابيين إلى الاستسلام والانكفاء إلى الجانب السوري مع طلب تفاوض يؤمن خروجهم مع عائلاتهم إلى البادية السورية ودير الزور. علماً أنّ مصادر عسكرية أوضحت لـ«المستقبل» أنّ الحافلات التي رصدت أمس تقل مسلحي «داعش» وعائلاتهم وجرحاهم إلى الداخل السوري إنما هي تعمل على إخلاء الجانب السوري من مرتفعات «حليمة قارة» بينما الإرهابيون على الجانب اللبناني من هذه المرتفعات لا يزالون تحت مرمى نيران الجيش اللبناني بانتظار التأكد من تحقق شرط الكشف عن مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين من خلال التثبت من هوياتهم عبر فحوص الحمض النووي بالإضافة إلى تسلّم جثمان الشهيد مدلج، وبعدئذٍ يتم الإعلان عن تحقيق عملية «فجر الجرود» هدفيها بنجاح: تحرير كامل الأرض اللبنانية من الوجود الإرهابي والكشف عن مصير العسكريين المخطوفين.
«وجعنا واحد»
ومساءً نفّذ عدد من هيئات المجتمع المدني، وقفة تضامنية مع أهالي الشهداء العسكريين أمام خيمة اعتصامهم في رياض الصلح، تحت شعار «وجعنا واحد»، وأنشد المتضامنون النشيد الوطني ثم أضاؤوا الشموع تحيّة لكلّ العسكر وبطولاتهم، وبطولات أهاليهم الذين صمدوا لأكثر من ثلاث سنوات، وتحية لأرواح شهداء الجيش والعسكريين الثمانية، لترتفع الأصوات والصلوات بتلاوة الفاتحة و«أبانا الذي في السموات».
وبينما ألقى عدد من المشاركين كلمات في المناسبة طالبوا فيها بـ«محاسبة المقصّرين في ملف العسكريين منذ بداية اختطافهم وحتى الإعلان عن استشهادهم»، أعلن المحامي زياد بيطار باسم أهالي شهيدَي عكار «بدء الملاحقة القانونية لكلّ من قصّر في الدولة بملف العسكريين»، داعياً إلى «تشكيل لجنة تحقيق وزارية للوصول إلى أجوبة حول أسئلة مطروحة عن خطف العسكريين واستشهادهم»، استناداً إلى «حق الأهل بمعرفة ماذا حصل لأبنائهم ولماذا ماتوا».
وشاركت عائلة المصوّر الصحافي المخطوف في سوريا سمير كسّاب في الوقفة التضامنية، وكشف شقيقه جورج أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أبلغه أمس أنّ «البحث متواصل في ملف سمير ولكن لا معلومات جديدة». وأضاف جورج: «لدينا أمل ولن نفقده أبداً، عملياً لم تصل أيّ إشارات عن أخبار سيّئة عن سمير وكل المعلومات التي حصلنا عليها إلى اليوم تفيد أنه بخير»، مطالباً الدولة بأن تتحرك لكشف مصير شقيقه «ومعاملة قضيته كما الأسرى الآخرين».
المستقبل : «المستقبل» يرفض تحويل التحرير إلى «تعكير وتجيير»
المستقبل : «المستقبل» يرفض تحويل التحرير إلى «تعكير...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
177
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro