نشرت وكالة "رويترز" عن الطيار الأميركي جيريمي ريفكين، الذي أسقط طائرة بلا طيار من طراز "شاهد 129" في سماء سوريا في شهر حزيران الماضي، حديثه لأول مرة عن ملابسات الحادث الذي وقع في 8 حزيران الماضي.
وبحسب طرويترز"، قدم الطيار وصفا مختلفا بعض الشيء عن الرواية الرسمية للحادث، الذي كان الأول من سلسلة حوادث خطيرة بلغت ذروتها بإسقاط مقاتلة سورية في ريف الرقة في 18 حزيران.
وزعم الطيار البالغ من العمر 40 عاما "إنه اتخذ قرار إسقاط الطائرة الإيرانية تحت أنظار طياري مقاتلتين روسيتين كانتا متواجدتين في المنطقة نفسها، على الرغم من أنه كان يدرك تماما أبعاد خطر التصعيد الناجم عن خطوته".
وكان الطيار الأميركي يقود مقاتلة F-15E (Strike Eagle)، وأسقط الطائرة الإيرانية في محيط معبر التنف جنوب سوريا.
وأوضح قائلا: "عندما رأينا طائرة مسيّرة تتجه نحو القوات الصديقة، لم ننتظر الترخيص من أحد، بل دمرناها".
وقابلت "رويترز" الطيار في منشأة عسكرية أميركية بالشرق الأوسط، لا يمكن الكشف عن موقعها بطلب من الدولة التي تستضيفها.
وأوضحت الوكالة أن ريفكين يقود سربا من الطائرات، وكان قد بدأ مسيرته المهنية بعد هجمات 11 أيلول عام 2001، وشارك في عمليات عسكرية أميركية بالشرق الأوسط مرات عديدة، وهو يقر اليوم أن الوضع في الأجواء السورية يختلف جذريا عن ظروف القتال في أفغانستان والعراق، حيث كان سلاح الجو الأميركي يتمتع بسيطرة مطلقة في السماء. لكن في سوريا ، تحلّق طائرات قتالية روسية وأميركية وسورية جنبا إلى جنب على مسافة لا تترك لها أي فرصة لتفادي ضربة جوية محتملة.
ويقول الطيار: "كل واحد منا قد يشتبك مع آخر. ولذلك، يتطلب الوضع منا انضباطا كبيرا ودراسة تفاصيل الظروف لكي نحدد: هل كان ذلك تصعيدا؟".
وينفي سلاح الجو الأميركي سقوط ولو جندي أمريكي واحد بنيران طائرة معادية منذ عام 1953. لكن اثنين من المسؤولين الأميركيين قالا لـ"رويترز" إن الأحداث، التي شهدتها منطقة التنف في 8 حزيران، كانت تهدد بانتهاك هذه القاعدة، مؤكدين "أن هناك وجودا أمريكيا محدودا" في قافلة عسكرية استهدفتها نيران الطائرة المسيّرة الإيرانية، ما استدعى تدخل سلاح الجو.
وكان الجيش الأميركي قد أعلن في بيان أن الطائرة الإيرانية أسقطت قنبلة قرب القافلة لم تصبها. لكن الطيار الأميركي قدم وصفا مختلفا للحادث.
وقال ريفكين إن الطائرة الإيرانية كانت تحمل صواريخ، وعندما أطلقت أحد الصواريخ باتجاه القافلة، ضرب جزء من رأس الصاروخ باب إحدى العربات ضمن القافلة، لكنه لم ينفجر.
وعبّر الطيار عن قناعته بأن توجيه الضربة متعمد لتكون فتاكة، لكنها لم تسفر عن خسائر لحسن الحظ. وأصر على أن الظروف كانت تتناسب تماما مع المعايير المحددة لقواعد الاشتباك ولإطلاق النار على الطائرة المسيّرة . لكنه أشار إلى عامل آخر، كان يعقّد اتخاذ القرار، وهو وجود مقاتلتين روسيتين في المنطقة نفسها، إذ كان ريفكين يخشى من يفكر الطيارون الروس بأنه يطلق النار عليهم.
وأوضح قائلاً: "لو رأى الطيار الروسي صاروخا انطلق من طائرتي لفكّر أنه هجوم عليه؟". وأقر أيضا بوجود خطر آخر، موضحا أن الطائرة المسيّرة كانت صغيرة، ولذلك، لو لم يصب الصاروخ الأمريكي الهدف، فكان من المحتمل أن يوجه نحو أحد الطائرتين الروسيتين.
واستطرد الطيار قائلاً: "كان هناك خطر كبير للتصعيد". وتابع: "أثبت هذا الحدث الأخير، أنه لا يمكنك أن تكون واثقا من سير القتال. عليك أن تخوضه وأنت جاهز لأي طارئ ".
(رويترز)