تعليقاً على النهاية المأساوية لملف العسكريين المخطوفين الذين أعلن عن ارتقائهم شهداء، كتبت الإعلامية ريما نجيم عبر صفحتها الخاصة على "فيسبوك" رسالة مؤثّرة بلسان الشهيد متوجّهاً إلى أمّه، قائلة: "يا إمّي ما تبكي...

من الـ 2015 وأنا مستشهد ومن جوار الربّ عم صلّيلك وادعي يا ربّ لو فيك تردني دقيقة لأحضان إمّي أغمرك أنا الغمرة الأخيرة وخبّرك أنا الحقيقة وامسحلك دموعك بإيديّ...

من سنتين وأنا خايف من هاللّحظة جِرحك بقلبي يا أُمِّي

كنت شوف الأمل بعيونك

كنت اسمع صلواتك وأدعيتك "ارجعلك بالسلامة"

كنت شوفك كيف عم تتبهدلي تحت خيمة

بركي أصحاب الضمائر الميتة بأعجوبة بتوعا وبتقول الحقيقة وبتوفّر عليك

شتي وبرد وشوب وإهانات

يا إمّي أنا عارف حالي يمكن استشهد بأي معركة أنا جندي كلّ يوم كنت عايش أنا والخطر وشبح الوطن

كنت كل يوم بوسك البوسة وافتكرها الأخيرة

وكنت كلما ارجع تحتفلي فيّ كأنّي خلقت من جديد

يا إمّي، هالمرّة كمان أنا خلقت من جديد

بس اللّي حارقني

دموعك يا إمّي...

وجعك موجّعني مرتين

مرّة عليك يا كبيرة البيت يا حبيبة القلب والعمر والأيام

ومرّة على حكام هالوطن

اللي استعملونا نحنا الأبطال ورقة تفاوض وبخبث وبجريمة اخفوا معالمها

وحقيقتها عنّك

لعبوا بعواطفك ياما عطوكي أمل كذّاب لتعيشي لهالنهار وتموتي موت مفاجئ

وهنّي يجوا يعزّوكي بابنك البطل!

يا إمّي تَرَكونا جثث مع أعداء الله سنين

يا إمّي مش هيدا "لبنان" اللّي أقسمنا نستشهد كرمالو

هيدا لبنانن هنّي مستعدّين يقتلوا كلّ شي فينا

ليعيش فسادن وكذبن وثرواتن وعلاقاتن المحلية والإقليمية

يا إمّي ، قولي لابني إنّي استشهدت عنّو وعن كل اصحابو ليعيشوا متل ما بيحبّو

مش متل ما بيريدوا "أعداء الله"...

وقوليلوا جوّا يا بييّ في أعداء أكتر من برّا...

يا إمّي، هيديك الأيام كانت صعبة وما بتتخبّر بتفاصيلها

يا إمّي نحنا كتير مرتاحين هون

يللي موّتنا... موت تاني،

موت وطن...

موت عدالة...

موت ضمائر...

يا إمّي، كل ما يجي سياسي ياخد بالخاطر بكرا

اطردي برّا لان أصدقهم كذاب

وإذا استقبلتي قوليلوا ابني استشهد كرمال

وطن اسمو لبنان

كرمال حلم اسمو لبنان

مش كرمال أمثالكن يا خونة الوطن

وأوعا حدا يقول قدامك كلمة "دولة"...

قوليلوا بشموخ وكبر اليوم بدفُن رُفات ابني البطل

وبدفن معها دولة بكاملها... وخذي بالخاطر عنّي...

ابنك البطل

شهيد الدولة

وما تنسي تقوليلن.. مبروك النصر".