ولفتت الصحيفة إلى أنّ "حزب الله" أرسل فيالق من المقاتلين إلى سوريا، ومدرّبين إلى العراق، ودعم الحوثيين في اليمن، وساعد على تنظيم فرقة من المقاتلين الأفغان، مؤكدةً أنّه ليس قوة بحد ذاتها بل أداة مهمة لإيران الساعية إلى تحقيق التفوق الإقليمي وذراعاً افتراضية للحرس الثوري الإيراني.
وشددت الصحيفة على أنّ اعتماد القادة الإيرانيين على "حزب الله" يزداد، موضحةً أنّهما يكملان بعضهما البعض: ففيما تحتاج طهران إلى الحزب لأنّه يزوّدها بقوة عسكرية وبقادة يتقنون اللغة العربية وبعناصر قادرة على العمل بشكل أسهل بكثير في العالم العربي، يحتاج الحزب إليها لتمويل شبكته الاجتماعية الواسعة التي تشمل مدارس ومستشفيات وفرق كشفية ولشراء الأسلحة والتقنيات الحديثة ولدفع رواتب مقاتليه البالغ عددهم عشرات الآلاف تقريباً.
وشرحت الصحيفة بأنّ أصل شبكة المقاتلين الذين يدربهم "حزب الله" في العراق يعود إلى الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، حين طلبت إيران مساعدة الحزب لتنظيم المقاتلين العراقيين الشيعة، مشيرةً إلى أنّ الحروب الأخيرة ساعدت طهران على إعادة إحياء هذه الشبكة وتوسيعها، حيث تردّ مجموعات عدة درّبها الحزب في العراق الجميل عبر إرسال مقاتلين إلى سوريا.
العراق
في العراق، أوضحت الصحيفة أنّ إيران أعادت استخدام المجموعات المسلحة التي تشكلت لقتال الجنود الأميركيين لمحاربة "داعش"، مضيفةً أنّها استخدمت مقاتلين أفغاناً للقتال إلى جانب "لواء فاطميون"، وأنّها نقلت عدداً ضخماً من المقاتلين جواً إلى سوريا. وتابعت الصحيفة شارحةً بأنّ الحرس الثوري يوفر البنية التحتية، فيما يركز القياديون من إيران و"حزب الله" على التدريب والجانب اللوجستي، حيث يتلقى بعض المقاتلين تدريباً في إيران أو لبنان.
كما تطرقت الصحيفة إلى مشاركة "حزب الله" في قتال "داعش" في العراق، فنقلت عن قناص عراقي يدعى علي كريم قوله إنّ الحزب أرسل مجموعة مسلحة بصواريخ مضادة للدبابات لمساندة المجموعة المسلحة التي ينضوي تحت لوائها في صد السيارات المدرعة المليئة بالمتفجرات التي يرسلها التنظيم.
اليمن
في ما يختص باليمن، أكّدت الصحيفة أنّ "حزب الله" زوّد الحوثيين بدعم عسكري ولوجستي، ناقلة عن علي الأحمدي، ضابط أمن سابق، قوله إنّ الحوثيين بدأوا بتلقي تدريبات عسكرية في لبنان منذ بداية العام 2010 وإنّه تم توقيف عنصرين من الحزب في اليمن في العام 2012 أعيدوا إلى لبنان عبر عمان.
سوريا
على صعيد مشاركة "حزب الله" في سوريا دعماً للأسد، كشفت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين إيرانيين ومحللين مقربين من الحزب، أنّ الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله اتخذ قرار دعم الرئيس السوري بالتشاور مع ضباط في الحرس الثوري، مشيرةً إلى أنّ البعض بات يتحدث عن وجود عسكري دائم للحزب في سوريا.
وعليه، أكّدت الصحيفة أنّ الحزب نظم مجموعات مسلحة على طراز "حزب الله" في سوريا وأخلا المناطق الحدودية التي يعتبر أنّها تشكل تهديداً للبنان وأسس فرعاً لكشافة المهدي.
قاعدة "حزب الله"
يدير "حزب الله" العمليات السياسية والاجتماعية والعسكرية واسعة النطاق من بيروت، وهو لا يتحكم بالدولة بل يتمتع بالقوة التي يحتاج إليها لردع أي مجهود لتقويض قوته، بحسب ما نقلت الصحيفة عن ديبلوماسيين ومسؤولين لبنانيين.
ختاماً، كشفت الصحيفة أنّ مركز عمليات "حزب الله" كائن في الضاحية، معقله ومركز ديبلوماسي افتراضي لحلفائه الإقليميين، مشيرةً إلى أنّ موظفيه يديرون نظاماً مدرسياً خاصاً وشبكة من الخدمات الاجتماعية.
( NYT)