أولاً: الإسلاميون القتلة...
يدّعون الإسلام، ويتزيّون بزيّه، ويقتلون باسمه، وهم همجٌ رعاع غُرّر بهم من قبل أنظمة ديكتاتورية وأجهزة مخابرات لعينة، هؤلاء العسكريون اللبنانيون الذين ذبحهم الدواعش، تحت راية لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله، ليسوا أسرى، أي أنّهم ليسوا أسرى حرب وقتال وعدوان وبغي، هم رهائن أُخذوا من مراكزهم غفلةً وخداعاً، بلا قتال خاضوه ولا ذنبٍ اقترفوه، فبأيّ شريعةٍ يُذبحون! رُوي عن النبي محمد (نبيُّكم ونبيُّ المسلمين) أنّه قال بعد أن سمع رثاء أخت النضر بن الحارث، الذي قُتل صبراً (أي مُقيّداً) بعد أسره في معركة بدر: لا يُقتلُ أحدٌ صبراً بعد اليوم، وأكثر ما أُخذ على الطّغاة كالحجاج والمغيرة بن شعبة، أنّهم كانوا يُسرفون في قتل الأسرى والمسالمين معاً، ورُوي عن معن بن زائدة أنّه همّ بقتل بعض أسرى الحروب التي خاضها لصالح العباسيين، فقال له أحدهم: أتقتُلُ أسراك عطاشاً يا معن؟ فقال: اسقوهم، فبعد أن شربوا: قال له: أتقتل ضيوفك يا معن؟ فقال: خلّوا سبيلهم.
يا لعار بنادقكم، وعار فتاويكم وأحكامكم وأفعالكم وصلاتكم وصياكم وقيامكم وقعودكم، وعار "أمرائكم" الذين لا يبغون في الأرض إلاّ فسادا.
إقرأ أيضًا: الشيخ محمد عبدالله نصر، الملقّب بميزو إلى قافلة الأحرار.
ثانياً: يا لعار المسؤولين اللبنانيين...
حتى الآن لم تهتزّ شعرة في رؤوس المسؤولين عندنا على فضائح الجرود، بعد توالي فضائح القصور والصالونات العامرة، عندما كان في لبنان مسؤولون، كانوا يستقيلون عندما يدلهمُّ الخطب وتعظُم المصائب، استقال الرئيس الراحل صائب سلام بعد غزو الكومندوس الإسرائيلي لمطار بيروت، واستقال الرئيس رشيد الصلح في بداية الحرب الأهلية، واستقال الرئيس الراحل عمر كرامي بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لكن وعلى ما يبدو وما هو ثابت، أنّ المسؤولين عندنا لا يغادرون مناصبهم إلاّ فراراً من زحف، أو إقالة قسرية مع بطاقة ذهاب بلا إياب.