بعد نحو أسبوع من تحذير رئيس الموساد يوسي كوهين الحكومة الأمنية الإسرائيلية من تزايد نفوذ إيران في لبنان وسوريا والعراق، تم الكشف عن تقرير للموساد وُصف بالخطير للغاية، نظراً لتناوله نشاطات إيران وحزب الله في لبنان وسوريا.
موقع "ويستيرن جورناليزم" الأميركي، وفي إطار تحليله القلق الإسرائيلي من تزايد النفوذ الإيراني في سوريا، نشر أهم نقاط تقرير الموساد الذي أعدّه الخبير في الاستخبارات الإسرائيلية رونين سولومان. ويشير فيه إلى تدعيم فيلق القدس وجوده في لبنان، ويعتبر أن تنامي نفوذ الحرس الثوري الإيراني في المنطقة، التي تشمل أجزاء من العراق والأردن وسوريا ولبنان، هو نتيجة للتعاون الوثيق بين فيلق القدس وأجهزة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري.
ويتحدث التقرير عن دور السفارة الإيرانية قرب مطار دمشق الدولي في تتبع ما يقوم به حزب الله من عمليات في سوريا، وعن تشغيل الإيرانيين وحزب الله قواعد عسكرية في جبل قاسيون، الذي يُطل على دمشق والقريب من القصر الرئاسي. وتعمل هذه القواعد كمرفق للتخزين المؤقت للصواريخ الإيرانية والصواريخ والذخائر لحزب الله والميليشيات الشيعية في سوريا.
تستغل إيران، وفق تقرير الموساد، الطائرات المدنية للخطوط الجوية الإيرانية وشركة ماهان للطيران لإيصال الأسلحة والذخائر إلى سوريا، والتي يُرسل جزء منها إلى لبنان. وهي تقوم بنقل المعدات والأفراد أثناء الليل لتجنب تتبع الأقمار الصناعية طائراتها. وتستخدم طائرات بوينغ 747 لنقل الأسلحة والتي تعمل باسم قاسم فارس للطيران، إضافةً إلى طائرات نقل من تصنيع شركة إليوشن الروسية. وهذه الطائرات تستخدمها الحكومة السورية أيضاً. ويقدّر التقرير أن تكون إيران قد نقلت 21 ألف راكب و5 آلاف طن من الأسلحة، من طهران وعبدان إلى دمشق.
الهجمات الجوية الإسرائيلية على مخازن الأسلحة بالقرب من دمشق، دفعت إيران إلى بناء مصانع للأسلحة والصواريخ تحت الأرض في لبنان وسوريا لتجنب تدميرها. ويستفيد فيلق القدس من الهلال الأحمر الإيراني في بعض الأحيان لنقل الشحنات والمساعدات العسكرية عن طريق الجو والبحر. وهذا ما يؤكد التقرير أنه حصل فعلاً في لبنان والسودان واليمن.
ويشير تقرير الموساد بقلق بالغ إلى محاولة إيران السيطرة على شرق سوريا، حيث يقوم فيلق القدس والحزب ببذل جهود للسيطرة على معبر التنف الحدودي على الحدود العراقية- السورية. والهدف هو ربط الميليشيات الشيعية العراقية مع نظيراتها في سوريا، وتأمين ممر أرضي من الحدود الإيرانية إلى الحدود السورية.
بالإضافة إلى ما تقدم يكشف موقع "ويستيرن جورناليزم" أن وفداً إسرائيلياً برئاسة يوسي كوهين بحث تقرير الموساد مع مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن الأسبوع الماضي. ونقل الوفد "معلومات حساسة وموثوقة ومثيرة للقلق" إلى نظرائهم الأميركيين. لكن اللافت، وفق الموقع، أن إدارة ترامب امتنعت عن التعهد بأنها ستصر على خروج فيلق القدس وحزب الله من الأراضي السورية في محادثاتها مع روسيا بشأن حل الأزمة في سوريا.
كذلك امتنعت الإدارة الأميركية، وفق الموقع، عن الالتزام باتخاذ اجراء عسكري للحد من نشاط إيران والحزب في سوريا والعراق. ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى القيام برحلة غير متوقعة إلى روسيا بحث خلالها الوضع في سوريا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأكثر من ثلاث ساعات.
ويخشى نتنياهو، وفق تحليل الموقع، أنه مع تزايد ثقة المحور الإيراني في سوريا، فإن إسرائيل ستُجر إلى حرب يمكن أن تشعل الشرق الأوسط بأسره. لكن روسيا، على الأرجح، لن تفعل شيئاً للتخلص من الإيرانيين والحزب، لأنهم يشكلون العمود الفقري لذراع الأسد، ولحاجتها إلى حماية مصالحها في سوريا، مثل مستقبل قاعدتها البحرية الوحيدة في الشرق الأوسط في طرطوس. وهذا سيترك لإسرائيل خيارين فقط: إما التعايش مع وجود الحزب وإيران في سوريا، أو التدخل عسكرياً.
سامي خليفة