مارست إسرائيل ضغطا على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي يقوم بزيارة لمنطقة الشرق الأوسط لمدة ثلاثة أيام بخصوص تسليح حزب الله اللبناني، وذلك خلال لقائه بالمسؤولين الإسرائيليين الأحد.
وقالت نائبة وزير الخارجية الاسرائيلية تسيبي حوتوفلي قبل زيارة غوتيريش للمنطقة للمرة الأولى منذ توليه منصبه إن “إسرائيل ستقوم بالضغط على غوتيريش حول تسلح حزب الله اللبناني”.
وتأتي زيارة الأمين العام بينما من المقرر أن يصوت مجلس الأمن على تمديد مهمة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) الأربعاء المقبل، مبدئيا لعام واحد.
وكانت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي قد صرحت الجمعة الماضي، أنها تريد من مهمة حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان توسيع مهامها والتحقيق في انتهاكات لحزب الله.
وقالت هايلي في بيان “على اليونيفيل أن تعزز قدراتها والتزامها بالتحقيق في هذه الانتهاكات والإبلاغ عنها”، مؤكدة موقف بلادها بأن “حزب الله منظمة إرهابية مزعزعة جدا للاستقرار في المنطقة وتهدد بشكل واضح إسرائيل”.
كما وجهت انتقادات حادة لقائد القوة الدولية بلبنان الجنرال مايكل بيري، الذي اتهمته بغض الطرف عن قيام حزب الله “بتهريب الأسلحة”، لكن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دو جاريك أكد “لدينا ثقة كاملة بعمل القائد”.
وقالت حوتوفلي للإذاعة العامة الإسرائيلية الأحد إن “هايلي كانت على حق”، مؤكدة أنه “لن نسمح باستمرار هذا العمى”.
وأوضحت أن انتشار قوات حزب الله على طول الحدود اللبنانية مع إسرائيل سيكون “قضية مركزية للغاية” مع المحادثات مع غوتيريش. وقالت “لدي ثقة بأنه لن يغادر مع الشعور بأن التفويض الممنوح للأمم المتحدة يتم تطبيقه على الأرض”.
وبالإضافة إلى لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يجري غوتيريش محادثات مع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله في رام الله في الضفة الغربية المحتلة الثلاثاء.
ومنذ تولي دونالد ترامب الرئاسة الأميركية في يناير الماضي، تقدم باقتراح باقتطاع 60 بالمئة من التمويل الأميركي لعمليات حفظ السلام.
وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مساهم في الأمم المتحدة مع 22 بالمئة من الموازنة (5.4 مليار دولار) وحوالي 29 بالمئة من موازنة عمليات حفظ السلام (7.9 مليار دولار).
ولطالما نددت إسرائيل بما وصفته بالتحيز ضدها في الأمم المتحدة. وسبق أن أكد المسؤولون الإسرائيليون أن هذه القضية ستكون في أجندة الاجتماع مع غوتيريش.
وتعتقد حوتوفلي أن الأمين العام الذي شغل في السابق منصب رئيس وزراء البرتغال، يدرك أنه في ظل الإدارة الأميركية الحالية قد يكون هناك ثمن لدفعه مقابل ما وصفته بتقليد طويل من تحيز الأمم المتحدة “شبه المعاد للسامية” ضد الدولة العبرية.
وقالت إن غوتيريش “يدرك أن منظمته تخاطر ليس فقط بفقدان مصداقيتها بل بتمويلها من أكبر وأهم قوة في العالم، الولايات المتحدة”.
وتعتبر واشنطن أن قوة السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) لا تقوم بعملها بالشكل المناسب لوقف وصول الأسلحة المرسلة إلى حزب الله.
وقالت هايلي في تصريح صحافي إن قوة الأمم المتحدة “لا تقوم بعملها بالشكل الفاعل” لمنع “التزود الكثيف لحزب الله بالسلاح، وغالبيته بواسطة عمليات تهريب من إيران”، وأكدت أن هذه الأعمال لا تدخل في عداد “الوقاية من الحرب بل الإعداد لها”.
ومن المفترض، وفق هايلي، أن تعمل القوة الدولية مع الجيش اللبناني لوقف هذه الخروقات أو على الأقل التنديد بها، داعية هذه القوة الدولية إلى أن تكون “أكثر فاعلية”.
وتناقش دول مجلس الأمن الـ15 حاليا مسألة التجديد للقوة الدولية في جنوب لبنان التي تنتهي ولايتها في نهاية الشهر الحالي.
وتسعى الإدارة الأميركية عبر هذا النقاش إلى تشديد التكليف المعطى للقوة الدولية، الأمر الذي ترفضه روسيا بشدة، إضافة إلى فرنسا وإيطاليا اللتين تشاركان بعدد كبير من الجنود في القوة الدولية المنتشرة بجنوب لبنان.
ولا تسعى واشنطن إلى تعديل كامل مهمة القوة الدولية بجنودها البالغ عددهم 10.5 ألف عنصر موجودين على الأرض هناك. وتقول إنها تريد عبر التجديد للقوة الدولية “دعوتها بشكل واضح للقيام بما كان يفترض بها أن تقوم به منذ سنوات”.
وقالت السفيرة الأميركية، التي زارت منطقة الحدود بين إسرائيل ولبنان حيث تنتشر قوة الأمم المتحدة إنها “تتفهم موقف فرنسا التي صاغت مشروع قرار التجديد للقوة الدولية”.
والمهمة المنوطة بقوة اليونيفيل هي دعم الجيش اللبناني ومراقبة وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ عام 2006 إثر الحرب بين إسرائيل وحزب الله.
وخلال زيارته الأسبوع الماضي لموسكو، جدد نتنياهو خلال لقاء بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي مخاوفه من دور إيران في تنامي “المحور الشيعي” في سوريا.
وحذر من أنّ توسيع النفوذ الإيراني هناك قد يقود المنطقة إلى حرب. وقال لقد “قلت للرئيس الروسي سندافع عن أنفسنا بشتى الوسائل ضد التهديد الإيراني وضد تهديدات أخرى”.
وأكد الجيش الإسرائيلي في تعليقات نشرت الأسبوع الماضي، أن “إسرائيل ضربت ما يشتبه أنها شحنات أسلحة لحزب الله حوالي مئة مرة خلال الحرب السورية دون تدخل روسي”.