سؤال هام جداً : يوجد في مصر آلاف الكُتَّاب والمحاضرين الذين ينتقدون التراث الديني الإسلامي والتفسيرات الدينية للإسلام وبكل الوسائل الإعلامية المقرؤة والمرئية والمسموعة من دون أن يتعرض لهم القضاء المصري ويدينهم بأحكام ترميهم وراء قضبان السجون فلماذا إذن الشيخ محمد عبد الله نصر تحديداً يُحْكَم عليه بالسجن حصرياً من بين هؤلاء الآلاف ?!
الجواب :
أولاً : معاهد ومدارس العلوم الدينية ( كالأزهر على سبيل المثال لا الحصر ) تملك سلطة على عقول المؤمنين ( وعلى جيوبهم باسم الزكاة ) تشبه إلى حد ما السلطة السياسية في الدنيا فكما تقوم السلطة السياسية بطحن كل معارض سياسي بأشكال متعددة بالسجن أو بالإغتيال أو بالنفي أو بالإقامة الجبرية حينما لا تكون سلطة ديمقراطية فكذلك الأمر تقوم سلطة المعاهد والمدارس الدينية بطحن كل معارض لبعض أفكارها وفتاواها ومفاهيمها لأن المعاهد والمدارس الدينية لا تؤمن بالديمقراطية ولا تؤمن بحرية المعتقد ولا تؤمن بحرية النقد وكثيرا ما يصل بها الأمر إلى الإفتاء بقتل كل منتقد ومختلف معها بفكرة دينية وفتوى دينية بتهمة الردة عن الإسلام وحكم المرتد عندها القتل كما كانت الكنيسة في عصور الظلام تقتل كل معارض لها بتهمة الزندقة والهرطقة ولا فرق بين السلطتين الدينيتين مطلقا .
إذن لماذا الشيخ محمد عبد الله نصر تحديدا ?
لأن الشيخ محمد عبد الله نصر عالم دين وعالم الدين حينما يوفقه الله تعالى ويفتح قلبه وعقله بنور المعرفة المبنية على التحقيق والتدقيق والتأمل والبحث في مدى صحة كل فكرة دينية سوف يكون أثره بإصلاح الفاسد من الأفكار الدينية والفتاوى الدينية أبلغ أثرا في نفوس المؤمنين وفي عقولهم بمليار الف مرة من آلاف الكُتَّاب والمحاضرين المدنيين المنتقدين للفكر الديني ؛ لذلك لا تخافهم المعاهد والمدارس الدينية مجتمعين بقدر ما تخاف من الشيخ محمد عبد الله نصر منفردا بوصفه عالماً بالدين قادراً على كشف الأفكار الدينية المزيفة بنفس آليات وقواعد وأدبيات ومصطلحات المدارس والمعاهد الدينية .
لذلك نستطيع القول بأن عالم الدين الذي فتح الله قلبه وعقله بنور المعرفة الدينية القائمة على التحقيق والتدقيق والتأمل بشجاعة في قراءة الأفكار الدينية لإكتشاف الدخيل منها وتمييزه عن الأصيل هو رجل يُعَدُّ بألف رجل .