لم تكن الإطلالة الأخيرة لأمين عام حزب الله موفقة، حتى أن كبير صحفيي الممانعة ابراهيم الأمين أبدى استغرابه منها، وإن بطريقة تساؤل عن لسان حال كثيرين كما قال، "تـسـاءل كـثـيـرون عـن سـبـب الاطلالة الأخيرة لأمــين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، لا سيما أن خطابه تـضـمـن فـي قـسـم كـبـيـر منه عـرضًا لـمجـريات عـسـكـريـة وأجـنـدة عمل زمنية، كــان بمقدور آخـريـن مـن قـيـادة الـحـزب أو غـرفـة عمليات المقـاومـة الإسـلامـيـة الـحـديـث عنها...".
إقرأ أيضًا: بيان «أهالي» شمسطار الخشبي: المقاومة أو الإنماء...
يبقى أن اثارة النقطة الاساسية والتي يحوم حولها الحزب منذ أسابيع مترافقًا مع الكلام عن الإتفاق الأميركي الروسي بما يخص الأزمة السورية وتوزيع الحصص ومناطق النفوذ وهي "التنسيق مع نظام بشار الأسد"!! حتى وإن اضطر الحزب لإستعمال (مستنكر) لملف الجنود اللبنانيين الأسرى مع داعش كورقة ضغط على الحكومة يمكن ان تخدم هذا المطلب.
وهنا يطفو السؤال الكبير عن هذا الإصرار والتصميم والامعان عند الحزب لجر الحكومة اللبنانية الى فتح طريق التنسيق وإستعمال من أجل تحقيق هذه الغاية كل الوسائل الممكنة (الاجئين - زيارة الوزراء - الكهربا - الطريق الدولي - العسكر - الجرود - الأسرى... ).
إقرأ أيضًا: الجرود، كما نهر البارد ،، خط احمر من نوع آخر
أوافق مع أمين عام حزب الله أن بشار الأسد لا يحتاج الى هذا التنسيق، وشرعيته مستقات اصلًا من حليفه الروسي ومضمونة له في فترة ما قد يسمى بالمرحلة الانتقالية المزمع الإتفاق عليها، ليبقى القول بأن فتح طريق التنسيق الآن هو حاجة ملحة للحزب وليس لأي أحد آخر، فعن هذا الطريق فقط يمكن له ان يسترجع مقاتليه من الأراضي السورية وعودتهم الى الداخل اللبناني رافعين راية الانتصار الموعود! وبدون هذا التنسيق يتحول أي حديث عن "الانتصار" بمثابة النكتة السمجة.
اذ كيف يمكن ان نتصور مرحلة انسحاب مقاتلي الحزب من سوريا بناءا لبنود الإتفاق الروسي الاميركي، وخط دمشق بيروت (السياسي) لا يزال مقطوعًا؟ وعليه يصبح مطلب التنسيق هو حاجة ملحة للحزب وليس لاي احد اخر، وسيمارس من أجل تحقيق هذا الهدف الأكبر كل ما يستطيعه وما يمكن ان نتخيله، وهنا بالتحديد يكمن الامتحان الحقيقي للحكومة ورئيسها سعد الحريري ويمكننا القول: عند امتحان التنسيق يكرم الحريري أو يهان.