أولاً: الملاذ الروسي...
باتت إسرائيل - نتنياهو أكثر اقتناعاً هذه الأيام بأنّ ملاذها الآمن، وحصنها الحصين، هو الارتماء في الاحضان الروسية لدرء مخاطر الأزمة السورية المتفاقمة، وذلك بعد أن ثبُت بالعيان والتجارب أنّ هامش النفوذ الأميركي في سوريا إلى انحسار، والنفوذ الإيراني إلى توسُّع، وهذا ربما يعود إلى اضطراب وتخبُّط المواقف الأميركية اتجاه إيران في القوس، أو الهلال الشيعي الممتد من العراق حتى لبنان، ولعلّ الإدارة الأميركية ليست جادّة بما فيه الكفاية لتقليم أضافر إيران في هلالها الموعود، أو ربما هي عاجزة، أو غير قادرة هذه الأيام على وقف الزحف الإيراني في المنطقة العربية.
إقرأ أيضًا: أشرف ريفي ... نقاط على الحروف تُعيد الأمل بوجود قيادات وطنية
ثانياً: المفارقة الكبرى..إسرائيل في ريبٍ من قدراتها العسكرية...
المفارقة الكبرى والجديدة في خارطة الشرق الأوسط، أنّ إسرائيل تبدو هذه الأيام في ريبٍ من أمرها حيال الجبهة السورية، فلطالما اطمأنّت إلى سلوك النظام البعثي - المذهبي في دمشق، والأهم من ذلك كان اطمئنانها الكافي بقدراتها العسكرية المتفوّقة، هذه القدرات التي تبدو اليوم معطّلة في الساحة السورية، نظراً لكثرة اللاعبين وتشابك مصالحهم، وهي كانت تضطرّ من حينٍ لآخر لاستعمال سلاحها الجوي في ضربات موضعية، لا تأثير لها على سطح الأحداث، في حين كانت تتمظهر جليّاً المساحات المباحة لإيران وحلفائها في البادية السورية، من هنا، ولأول مرّة، تبدو إسرائيل غير واثقة من الحضن الأميركي الدافئ، وهي مُضطرّة أكثر من أيّ وقتٍ مضى للارتماء في حضن الدّب الروسي، حضنٌ بارد، لكن لا حيلة في ذلك.