طرحت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها نُشر الجمعة، أربعة سيناريوهات بشأن العراق لمرحلة ما بعد الانتهاء من التنظيمات المسلحة. وقالت إن أول تلك السيناريوهات يكمن في المضي قدماً بسياسة الوجود الأميركي الذكي الفاعل، من أجل إعادة رسم المسارات السياسية لتُوائم التحديات الحالية، وذلك وفق متغيرات عصرية للنهوض بالعراق ليصبح شريكاً ولاعباً استراتيجياً مهماً في التوازنات الإقليمية والدولية، ومساعدة بغداد للخروج من عباءة المحاور الطائفية والإقليمية
 

وأضافت أن السيناريو الثاني يتمثل في الاستمرار في تحويل العراق إلى "دولة ثيوقراطية"، بما يعني نمط حكم تدعي فيه السلطة القائمة أنها تستمد شرعيتها من الدين، تحاكي النظام السياسي في إيران.

وتابعت الصحيفة أن السيناريو الثالث مبني على المساعدة الأميركية "لإعادة العراق إلى الحضن العربي؛ لأن واشنطن أسهمت إلى حد كبير في خروجه من الصف العربي"، وفق تعبير الصحيفة.

ويكون ذلك، وفقاً للصحيفة، بتسهيل زيارات المندوبين العراقيين للكتل السياسية إلى الدول العربية، وزيارة المسؤولين العرب والدوليين للعراق، ولقاء زعماء تلك الكتل لبناء مجتمع عراقي مدني، يساعده في ذلك تموضع العراق على خط أنقرة- طهران، ما يتيح له دوراً محورياً إقليمياً يتناسب مع حجم العراق وإمكانياته.

وأشارت إلى أن "السيناريو الرابع يتمثل في أن يقوم أبناء العراق برفض الوصاية والحماية الخارجية أياً كانت، والنهوض بمشروع داخلي لا طائفية فيه ولا نعرات، تمهد الطريق لعراق جديد برؤية جديدة، تقود العراق والمنطقة إلى التعايش ونبذ الخلاف".

وأضافت الصحيفة: "يبدو أن القرار الذي أصدره الكونغرس الأميركي منذ أيام قد فاجأ الحكومة الإيرانية بفرض عدد من العقوبات الاقتصادية على طهران، مع إصرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب على موقفه بإعادة صياغة الاتفاق الموقع بين طهران ومجموعة (5+1)؛ لكونه يخدم إيران أكثر مما يخدم غيرها من الدول.

وتابعت الصحيفة الاميركية: "يبدو أن الدول الخليجية هي الأكثر تضرراً من بنود الاتفاق النووي؛ لأنه يعطي فرصة لإيران بامتلاك سلاح نووي ولو بعد حين، فضلاً عن المخاوف بشأن التوسع العسكري الإيراني داخل الأراضي العراقية من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه".

وختمت الصحيفة بالقول: "يبدو أن الكثير من الدول تنتظر اليوم ما ستسفر عنه الحرب ضد "داعش" في العراق؛ للعودة إلى ذلك البلد عبر بوابة الحكومة العراقية التي تمثل الشعب العراقي، لا ما تريده دول إقليمية بعينها من أجل النشاط الاقتصادي والاستثماري في العراق، الذي عانى منذ العام 1991 الكثير من العقبات والحروب".

 

 

 

(الخليج أونلاين)