وأخيرًا أثبت الجيش اللبناني أن معادلة "شعب جيش دولة" ليست فقط كفيلة بتحقيق النصر، إنما هي كافية لحماية لبنان من الإرهاب الذي صوره لنا حزب الله بأنه لا يُقهر إلا بالأسلحة التي يملكها وبالاستراتيجية التي يضعها هو، وذلك بمحاولة منه لتنفيذ المشروع الإيراني القائم على بسط النفوذ لأجل الهيمنة.
يوم أمس، أطل الأمين على دماء عناصر "حزب الله"، وفي خطابه عتب على الإعلام اللبناني الذي بغالبيته سلط الضوء على معارك الجيش ضد الإرهابيين في جرود رأس بعلبك وجرود القاع متجاهلاً ما يقوم به عناصر حزب الله من الجهة السورية بالتنسيق مع جيش النظام، وكأن بالسيد نصرالله نسي أن أحدًا لم يطلب منه التّدخل الا إيران، كما نسي أيضًا أن الجيش اللبناني هو الجهة الرسمية المخولة حمل السلاح والدفاع عن لبنان دون أي منة أو أوامر خارجية.
إقرأ أيضًا: الجيش يقاتل وحزب الله إلى التفاوض خيانة أم تنسيق ؟
نصرالله الحزين والعاتب لم يشأ أن يظهر الجيش بمظهر المتمكن من الدفاع فأطلق لعناصره معركة "إن عدتم عدنا" بالتزامن مع إطلاق الأبطال لأم المعارك "فجر الجرود"، وقد عمد الجمهور الأصفر إلى فبركة الصور لإظهار التّنسيق بين حزب الله والجيش اللبناني، الأمر الذي نفته القيادة جملاً وتفصيلاً..
محاولات لوضع الجيش اللبناني بمكان العاجز عن تحقيق النصر باءت بالفشل مع بزوغ فجر الإرادة والتّضحية رغم الجهود التي بُذلت من قبل المؤيدين انطلاقًا من الصور المفبركة وصولاً لعبارات لا تُليق بالجيش يتم تداولها ضمن البيئة الحاضنة "نحنا اللي عم نقاتل، الجيش شو بيطلع بأمرو لوحدو"...
نصرالله العاتب على وسائل الإعلام أدرك يوم أمس أن نسبة الإلتفاف حول الجيش اللبناني ازدادت، وتأكد أن الإيمان بقدرات الجيش تجلى أكثر وأكثر فخرج يوم أمس ليقول بما معناه "الجيش انتصر بس نحنا دعمناه من الجهة السورية ليش خبيتوا انجازاتنا" وذلك خوفًا على الشعبية التي مالت لصالح كفة حماة الوطن.