هل أُعْتَبَر شهيداً فيما لو قُتِلْتُ في معركة من معاركه؟
هذا السؤال تم توجيهه إلي كثيراً وقلت في مقام الإجابة التالي :
نعم يجوز شرعاً القتال في الجيش اللبناني وفي ظل قيادة غير مسلمة وذلك حينما يقاتل الجيش عدواً يغزو أرض لبنان وإن النبي ( ص ) قال: { من مات دفاعا عن أرضه أو ماله أو عرضه مات شهيدا }، والدفاع المشروع هنا ليس مشروطا في أن يكون المدافعون عن أرضهم مسلمين حتى يكون الإسلام شرطا لجواز ا القتال فتأمل جيدا بقولي.
ويجوز القتال دفاعاً عن أي إنسان مظلوم وعن أية جماعة مظلومة وعن أي شعب مظلوم مهما كان دينه ومذهبه لأن نصوص الإسلام متواترة في الحث والترغيب على أن نكون للظالمين خصما مهما كان دينهم وللمظلومين عونا مهما كان دينهم.
إقرأ أيضًا: لا يؤمنون بوطن ولا بشرعية دولة ?!
وإن النبي محمداً (ص) تحالف مع قبيلة مشركة بضاحية من ضواحي مكة وتعاهد معها على الدفاع عنها فيما لو تم الإعتداء عليها ولما اعتدت قريش عليها فتح النبي (ص) مكة في طريق الدفاع عنها فتأمل بقولي جيدا، وإن النبي (ص ) صنع في مكة قبل الإسلام حِلفاً سماه حلِْفَ الفضول وهو تحالف بينه وبين بعض القبائل من المشركين تعاهدوا فيه على نصرة كل مظلوم ولما ذكَّروا النبي (ص) به بعد الإسلام قال: "والله لو عادوا إلى هذا الحلف لعدت إليه".
لقد قدس النبي (ص) التحالف والمعاهدات والعهود أعظم تقديس مع غير المسلمين وكان أعظم وَفِيٍّ لها.
ونحن في لبنان مسلمين وغير مسلمين تعاهدنا معاهدة مقدسة نعم على أن نعيش على أرض لبنان في ظل دولة تقوم على دستور وقوانين وأنظمة ومؤسسات فمن يهدد هذه الدولة ويسيء إليها يجوز قتاله والقتيل يكون شهيدا في مواجهة المتمردين والمسيئين والناكثين للمعاهدة من اللبنانيين.
وأعتقد أن أكثر المسيئين للمعاهدة للدولة ودستورها وقوانينها هم الزعماء الحاليين الذين أغرقوا لبنان بأزمات رهيبة مأساوية جعلت لبنان أكثر فسادا من كل دول العالم الفاسدة.