مجسّداً حالة اختناق بدت مُطبقة على أنفاس «حزب الله» نتيجة عسر هضمه لإنجازات الجيش اللبناني في الميدان ولموجة التسونامي الشعبية والإعلامية العارمة دعماً لمعركة «فجر الجرود» التي تخوضها الدولة بذراعها العسكرية تحريراً للأرض ودفاعاً عن سيادتها دونما أدنى تنسيق مع أي جهة خارج نطاق الشرعية والحدود اللبنانية، أطلّ الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله على اللبنانيين أمس ليعبّر بكثير من الحنق والغيظ عن امتعاضه من المواكبة الوطنية والتغطية الإعلامية لعمليات الجيش اللبناني في الجرود مقابل تجاهل معارك «حزب الله»
السورية، فخلص إلى تخوين الوسائل الإعلامية اللبنانية واتهامها بأقذع التهم بدءاً من اعتبارها مأجورة «تأتمر بأوامر الأميركيين» مروراً بوصمها بـ«الذل والخضوع» وصولاً إلى اعتبارها «ساقطة أخلاقياً». بينما وبشكل مفضوح لم يتوانَ نصرالله عن استثمار قضية وطنية إنسانية بحجم قضية العسكريين المخطوفين في بورصة رهاناته الإقليمية سعياً منه إلى ابتزاز الدولة اللبنانية في هذه القضية عبر محاولة زجّها قسراً في تنسيق علني مع النظام السوري «كشرط مسبق» لنجاح أي مفاوضات مع «داعش» تفضي إلى جلاء مصير العسكريين اللبنانيين، وذلك بالتوازي مع ابتداعه «معادلة رباعية» جديدة بعدما أضاف إلى ثلاثيته «الجيش والشعب والمقاومة» جيش الأسد، لكن سرعان ما وأد «تيار المستقبل» المعادلتين عبر ثنائه على بدعة نصر الله الجديدة باعتبارها «أفضل وسيلة لنسف المعادلة التي أرادها ذهبية أو ماسية من الأساس».
وإذ أبدى رفضه لمحاولة «التلاعب بمشاعر أهالي العسكريين وتوظيفها لمصلحة النظام السوري وحلفائه»، لفت «التيار» انتباه نصرالله إلى أنه لم يوفّق في إطلالته أمس التي سعى من خلالها إلى «الاستئثار بكل جبهات القتال مع الإرهاب وتنظيم «داعش»، وتكوين انطباع زائف بأن معركة الجيش اللبناني في الجرود ما كان لها أن تحقق أهدافها من دون المعارك التي يخوضها «حزب الله» مع الجيش السوري في الجانب الآخر»، مشدداً على أنّ «قضية العسكريين المخطوفين في عهدة الجهات الأمنية المختصة وفي عهدة القيادة العسكرية التي سبق أن أعلنت غير مرة أنها لن تذهب إلى التفاوض مع «داعش» قبل الكشف عن مصير العسكريين».
وعن إضافة نصرالله الجيش السوري لمعادلته الثلاثية المعروفة، أضاف «المستقبل» في بيانه: «حسناً أنه فعل ذلك لأننا بالفعل أصبحنا أمام معادلة تفقد صلاحية الإجماع الوطني بامتياز، وتضع الجيش والشعب اللبناني خارجها تلقائياً»، وتابع «التيار»: «لقد بشّر الأمين العام لـ«حزب الله» اللبنانيين ببزوغ معادلة رباعية إقليمية جديدة، حققت الكسوف المرتقب للمعادلة السائدة، وقد تفتح مع الأيام الباب أمام بزوغ معادلة خماسية وسداسية، يقرر «حزب الله» ضم الجيش الإيراني إليها محملاً بالحشد الشعبي العراقي وتنظيم أنصار الله الحوثي في اليمن»، ليختم «المستقبل» في المقابل مجدداً التأكيد على موقفه المبدئي «بحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني والدولة ووقوفه وراء المؤسسة العسكرية الوطنية المكلفة حصراً ورسمياً بحماية الحدود وتطهير الجرود من التنظيمات الإرهابية وفلول المسلحين الخارجين على السيادة اللبنانية».
الجيش يدك الإرهابيين.. بإسناد رئاسي
في الغضون، واصل الجيش اللبناني خلال الساعات الأخيرة دكّ مواقع تنظيم «داعش» الإرهابي في البقعة الأخيرة التي يتحصّن فيها في المنطقة الحدودية مع سوريا عند «وادي مرطبيا» ومحيطه، محققاً إصابات مباشرة في مراكز الإرهابيين وآلياتهم وذخائرهم ومُسقطاً أعداداً كبيرة منهم بين قتيل وجريح. في حين كان «الإسناد الرئاسي» للمؤسسة العسكرية سيّد الموقف أمس على طاولة مجلس الوزراء وسط تنويه رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون ومجلس الوزراء سعد الحريري بفعالية وحرفية الجيش اللبناني في المعركة متعهدين العمل على تأمين كل مستلزماته لتمكينه من القيام بمهامه الوطنية الكبرى.
ففي الشق السياسي من جلسة «بيت الدين»، استحوذ الجيش اللبناني على الحيّز الأكبر من المداخلات الرئاسية والسياسية وسط إجماع حكومي على دوره الوطني في الدفاع عن السيادة ودحر الإرهاب عن الأراضي اللبنانية، بحيث كانت إشادة من رئيس الجمهورية بعملية فجر الجرود «الناجحة»، قائلاً: «الشعب اللبناني فخور بهذا الجيش، والجيش فخور بما يقوم به، وعليه فإننا سنعمل على تأمين كل ما يحتاج إليه من عتاد ومعدات لتمكينه من القيام بالمهام المطلوبة منه».
كذلك الأمر، عبّر رئيس مجلس الوزراء عمّا لمسه خلال زيارته التفقدية لمواقع الجيش في الجرود من «معنويات مرتفعة وطريقة حرفية كبيرة في تنفيذ الجيش مهمته الوطنية التي حرر خلالها أماكن من الإرهاب وتمركز فيها للمرة الأولى»، مشدداً في هذا السياق على أنّ «الظروف الأمنية تفرض تمركز الجيش في الأماكن التي حلّ فيها لمنع أي إرهابي من التسلل إليها مستقبلاً وهذا يتطلب توفير العتاد اللازم للجيش وإقامة مراكز مراقبة»، مؤكداً عزم الحكومة على «توفير المطلوب لتمكين الجيش من القيام بمهامه الوطنية الكبيرة». وفي هذا المجال، نقلت مصادر وزارية لـ«المستقبل» عن الحريري أنه لفت انتباه مجلس الوزراء إلى أنّ بعض المواقع التي سيطر عليها الجيش اللبناني في المرتفعات الجردية تتدنى فيها درجات الحرارة في الشتاء إلى ما دون الصفر وعليه لا بد من تأمين كل ما يحتاجه الجيش من خيم ومعدات وعتاد لتعزيز قدراته على الصمود والتمركز في هذه المناطق المحررة من الإرهابيين.
«الكهرباء».. و«النسبية»
أما على مستوى الإنتاجية الحكومية، فتم إنجاز وإرسال دفتر الشروط الخاص باستدراج عروض معامل توليد الكهرباء إلى إدارة المناقصات بعد إدخال بعض التعديلات عليه، وأوضحت المصادر الوزارية أنّ ملف الكهرباء استغرق وقتاً طويلاً من النقاش خلص إلى إدخال بعض التعديلات التقنية الطفيفة على صيغة دفتر الشروط الذي طرحته وزارة الطاقة ومن ثم تقرر إحالته إلى إدارة المناقصات وفق قانون المحاسبة العمومية.
بينما برز في ضوء اجتماع لجنة بحث تطبيقات قانون «النسبية» التي انعقدت برئاسة الحريري في بيت الدين «الحاجة إلى إجراء بعض التعديلات التقنية» كما كشف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لـ«المستقبل»، مشيراً إلى أنّ الاجتماع عرض مختلف الجوانب التقنية لقانون الانتخاب الجديد إن على صعيد كيفية الانتخاب أو كيفية احتساب الأصوات.
المستقبل : «المستقبل» عن «رباعية» نصرالله: نسفت «الثلاثية» من الأساس
المستقبل : «المستقبل» عن «رباعية» نصرالله: نسفت «الثلاثية»...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
310
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro