بعد التسريب الصوتي الذي خرج من حسينية شمسطار، وما تضمنه من إمتعاض الحاضرين على أداء نواب المنطقة، خرج إلى الإعلام بيان ادعى أنه ينطق بلسان "عموم أهالي شمسطار" حول الحادثة ومجرياتها!
من بديهيات القول أن هكذا بيانات إنما تكتب من جهات محددة ولا يمكن أن تمثل "عموم الأهالي" وهنا وبخصوص هذه الحادثة فالجهة المعنية بالبيان هي حزب الله دون سواه بلا شك، وإستعمال عنوان "عموم أهالي" لم يعد ينطلي حتى على الأطفال، تمامًا كالتحركات "العفوية" التي كانت تُفتعل في وجه قوات اليونيفل بإسم "الأهالي" في جنوب لبنان!
إقرأ أيضًا: الجرود، كما نهر البارد ،، خط احمر من نوع آخر
خطورة هذا البيان الرد، ليس بما يحمله من تفاصيل تفنّد تفاصيل الحادثة، ولا بكونه ردًا طبيعيًا هو حق لأية جهة تتعرض لحملة إعلامية، وإنما الخطورة ها هنا تكمن بما يعكسه هذا البيان من منهجية تفكير وافصاح عن سلوك مؤصّل يمكن تعميمه ليس فقط على شعبة شمسطار وإنما على طول امتداد تواجد الحزب.
ففي الوقت الذي يُفترض أن يتضمن البيان الرد، تعداد وذكر لانجازات النائب المعني وكتلته، ونشاطه وما قدمه لشمسطار وللمنطقة أولًا ولكل لبنان ثانيًا، وبذلك فقط يمكن أن يشكل دحضًا لما سماه البيان باللإفتراءات والتحريض، وجدنا أولًا محاولة ركيكة وساذجة عبر إختصار كل تلك الأصوات والضوضاء هي من فعل عريف الإحتفال وحده فقط.
وثانيًا (وهنا مربط الفرس) ما جاء بالفقرة الأخيرة للبيان: "بناءً على ما تقدَّم ندعو أبواق الفتنة أن يرتدعوا عن إثارة الأضاليل، ونؤكد لهم أن مايصبون إليه هو أضغاث أحلام، إن بلدتنا شمسطار التي قدَّمتْ عشرات الشهداء كانت وما زالت وستبقى وفيَّةً لدماء الشهداء، والنهج المقاوم، وسيبقى معالي الوزير الدكتور حسين الحاج حسن في قلبها، وأحد أبنائها الذين تفتخر بهم" كمحاولة للقول بأن كل من يطالب بالإنماء والخدمات وواجبات الدولة ويشير بالبنان إلى تقصير النواب والوزراء هو في خانة أعداء المقاومة والشهداء!!!
إقرأ أيضًا: هيهات منا الزيارة
فإلى متى يستمر هذا النهج الخشبي، بالإختباء خلف المقاومة وخلف الشهداء، ووضع مناطق الشيعة أمام خيار من اثنين فإما أن تكون مع "المقاومة" وتخرس عن معاناة أهلنا، وإما أن تعلّي الصوت لرفع الحرمان فتتهم بالخيانة والعداء للمقاومة؟!!
أعتقد أن هذا الخطاب لم يعد ينطلي لا على أهلنا في شمسطار ولا على كل أهلنا في البيئة الشيعية من الناقورة إلى الهرمل، وأن شعار المرحلة القادمة هو شعار سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي (رض)، "كما قاومنا الإحتلال سنقاوم الفساد"، وإن الوفاء الحقيقي للشهداء وللمقاومة إنما هو بفضح المفسدين والمقصيرين لا بالتستر عليهم.