تزداد التّساؤلات والتّكهنات عن أسباب الزيارات الإقليمية إلى لبنان، أبرزها الزيارتين الإيرانية والسعودية، ويتزامن ذلك مع "بدء إنتقال سوريا تدريجياً من مرحلة الحرب إلى مرحلة التّرتيب السياسي" كما تُشير المعلومات.
واللافت أن زيارة وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان إلى بيروت وُصِفت "بالمهمّة" نظراً لإرتباطها بتطوّرات المنطقة، ويلتقي على إثرها بكبارَ المسؤولين، وجاءت هذه الزيارة مباشرةً بعد زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين جابر الأنصاري الذي هو ممثّل إيران في محادثات الأستانة، وهو زائر دائم لدمشق.
ويبدو أنه وفقاً لهاتين الزيارتين أن كلّ طرف يقرأ التّرتيبَ السياسي السوري حسب وجهة نظر بلاده، وبشكل مختلف عن الآخر.
وتتلخص أسباب كثرة الزيارات المكثّفة إلى بيروت حسب ما نقلت صحيفة الجمهورية إلى السعي نحو تسوية يجري العمل عليها في سوريا، خصوصاً بعد أن إلتقى السبهان بالحريري في بيت الوسط، وهذه التّسوية لا يمكن أن تصبّ في مصلحة توسيع نفوذ إيران في المنطقة، والتّوازنات الإقليمية لا تعني السماح لها بوضع يدِها على أيّ دولة عربية، وستكون التّسوية كالتالي:
- جزء من لجمِ الإنفلاشِ الإيراني، وهي تسير بالتوازي مع خطوات مهمّة في اليمن، أهمّها إعادة علي عبدالله صالح إلى الكنف العربي، ومساعدة شيعة العراق على مواجهة نفوذ ايران وإعادة إحياء المرجعية الشيعية العربية.
- دعم السعودية للبنان للوقوف في وجه المدّ الإيراني بدل التّعايشِ معه، حيث ستقوم السعودية بما عليها لدعمِ اللبنانيين إقليمياً ودولياً، ولضمان التوازن الذي يَحول دون وضعِ إيران يدَها على لبنان.
- قيام المملكة العربية السعودية بما عليها لضمان التوازن والحقوق العربية.
- مراهنة السعودية على الإنتخابات اللبنانية النيابية المقبلة لبَلورةِ موقفٍ لبناني داعِم لإستعادة الدولة اللبنانية سيادتَها.
- توفير الظروفَ المناسبة للشعب السوري لإنتخابات حرّة ونزيهة تسمح له بتقرير مصيرِه.