أعاد الجيش اللبناني تثبيت الخط الحدودي مع سوريا، عبر انتشاره في مناطق حدودية حررها من تنظيم داعش متاخمة للحدود السورية في شمال شرقي لبنان، ويستكمل التجهيزات لإطلاق المرحلة الأخيرة من عمليته "فجر الجرود" لطرد تنظيم داعش بالكامل من المنطقة. وفي وقت بدأت فيه المراكز الاستراتيجية لتنظيم داعش في المنطقة الحدودية بالتفكك، تحدثت معلومات عن أن مجموعات من داعش على الضفة السورية من الحدود، عرضت المفاوضات على حزب الله والنظام السوري للتوصل إلى تسوية.
وقالت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع إن مجموعات تقدر بالعشرات "أرسلت مبعوثاً سورياً إلى حزب الله لعرض مبادرة تقضي بالسماح لتلك المجموعات بالمغادرة إلى شرق سوريا دير الزور، مشيرة إلى أن تلك المجموعات يُضيَّق عليها الخناق بعد أن سيطر الجيش اللبناني على المناطق الحدودية وطردهم من لبنان، بينما يقلص حزب الله والجيش السوري النظامي مناطق سيطرتهم في الجانب السوري، خصوصاً بعد توغُّل مقاتلي الحزب في مركز قيادة داعش الأخير في وادي ميرا. ولم يكشف المصدر عن مزيد من التفاصيل.
وقالت مصادر عسكرية، إن الجيش اللبناني بات منتشراً على 65 في المائة من الخط الحدودي مع سوريا في منطقة العملية في جرود القاع ورأس بعلبك، لافتة إلى أن المساحة الباقية دون سيطرة، هي العائدة لمنطقة وادي مرطبيا التي ستكون المرحلة الرابعة والأخيرة من العمليات لتطهير الجرود اللبنانية من داعش.
وقالت المصادر إن الجيش يعيد تموضع قواته ونشرها وتنظيمها، وتنظيف المناطق التي سيطر عليها من الألغام، مؤكدة أن قواته باتت تشرف نارياً على وادي مرطبيا وتستهدف تحركات التنظيم فيه بشكل متواصل.
وإذ رفضت المصادر تحديد موعد انطلاق المرحلة الأخيرة من العملية، كونها محصورة بقيادة الجيش، جددت التأكيد على أن الجيش يرفض وقف إطلاق النار، والمعركة ضد تنظيم داعش متواصلة حتى تحرير الأراضي اللبنانية من الإرهاب.