أنهى بالأمس الجيش اللبناني المرحلة الثالثة من معركة «فجر الجرود» ودخل في تثبيت الانجازات وتحصين المواقع المحررة، وفتح طرقات جديدة داخل الجرود، وتطهير المناطق المحررة من الافخاخ والالغام.
وحسب المعلومات العسكرية فإن الجيش بات يقف على حدود المنطقة الجردية المعروفة «بمرطبيا» في وضع دفاعي بعد ورود معلومات استخباراتية عن تحضير تنظيم «داعش» لهجوم معاكس، كما ان تضاريس المنطقة وجغرافيتها تحتم على الجيش التريث في الهجوم، ريثما تتكون صورة اوضح للمعركة الآتية وتتبلور الخطط اللازمة لها.
غير ان معلومات مؤكدة للديار، اشارت الى حصول مفاوضات مع تنظيم «داعش» من جانب القوات المقاتلة في الجانب السوري قد تفضي الى خروج مسلحي مرطبيا الى مناطق وجود «داعش» في الاراضي السورية، الا ان الشروط والبنود التي يتم التفاوض عليها لم تكشف حى الآن.
وهذه المعطيات قد تكون احد الاسباب الاساسية في تأخير حسم الجيش المعركة ومهاجمته «داعش» في آخر معاقله في لبنان، بالطبع دون اغفال عوامل سلبية كجغرافية الارض وصعوبة تضاريسها، اذ ان مسلحي داعش يتمركزون على تلال مرتفعة تشرف على الممر الذي على الجيش استعماله لبلوغ اهدافه العسكرية، ما يعطي الارهابيين القدرة على تعطيل حركة الجيش وتكبيده خسائر بشرية. ففي سياق متصل، رأت مصادر ميدانية مطلعة ان المعطيات الميدانية تفرض على قيادة عمليات الجبهة التروي، اذ ان الطبيعة الجـغرافية في تلك المنطـقة تتطـلب تعاملا من نوع خاص، ذلك ان على القوى المهاجمة التقدم من اسفل الى اعلى، مع سيطرة المسلحين على اعلى تلتين في تلك المنطقة، الاولى، تلة حليمة قارة لجهة معبر الزمراني من جهة عرسال، والثانية تـلة حليمة القبو من الجهة اليسرى الى الجانب السوري. وعليه، فان نجاح اي عمـلية في تلك الرقعة لن يكتب لها النـجاح قبل ان يحـكم حـزب الله والقوات السورية سيطرتهما على الجزء السوري من المنطقة، والا ستكون الكلفة البشرية على الجيش اللبناني مرتفعة جداً.
 

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 معركة جبل الكف


وافاد مصدر عسكري للـ «الديار» ان خطة الجيش فاجأت مسلحي داعش في جبل الكف الحصين والذي يؤمن الحماية له جرف صخري شاهق، حيث نجحت وحدات الهندسة في شق طريق عبر هذا الجرف سمح للدبابات والملالات والاليات الهندسية بالوصول الى قمة الجبل.
كما عمد الجيش اول من امس الى تدعيم المواقع التي ستنتشر فيها قوى ثابتة له في الجرود وتأمين المسالك لها واستمر فوج الهندسة في تفكيك الالغام والعبوات المزروعة الناسفة. الى ذلك، اعادت عمليات الجبهة تموضع بعض الوحدات، اذ عمدت الى سحب مجموعات من قوات النخبة الى الخطوط الخلفية.
من جهته، ارتكزت استراتيجية داعش في تلك المنطقة على استخدام  اسلوب القتال التأخيري، عبر نشر رشاشات ثقيلة ومتوسطة في مواقع محصنة يعمد المسلحون الى الانتقال فيما بينها على دراجات نارية بسلاحهم الفردي للرماية باتجاه قوى الجيش قبل ان ينسحبوا الى موقع آخر.
غير ان عناصر داعش المقدرة بـ250 مسلحاً والتي تمركزت في منطقة جبل الكف، تمكنت من الانسحاب باتجاه الداخل السوري ومنها الى مرطبيا اللبنانية.
 

 تحرك حزب الله والجيش السوري


ومن الجانب السوري، نفذ الطيران السوري غارات استهدفت تجمعات وتحصينات ونقاط انتشار مسلحي داعش في مرتفع حليمة قارة والقريص ومعبري مرطبيا والروميات في جرود القلمون الغربي.
كما استهدف مقاتلو المقاومة بالقصف المدفعي والصاروخي تجمعات ونقاط انتشار مسلحي داعش في المناطق التي يتحصنون فيها.
 وفجر مقاتلو المقاومة أحد المقرات القيادية الخاصة بأمير «داعش» في القلمون الغربي موفق الجربان (أبو السوس)، في منطقة الحمايم، وتحديدا في «جب خولة»، جنوب معبر سن فيخا. 
وقد عمد إرهابيو التنظيم لحظة فرارهم من هناك إلى تفخيخ المقر، إلا أن عناصر المقاومة سارعوا إلى تفجيره لحظة الوصول إليه، والكشف عن محتوياته.
علما ان معبر ميرا الذي سيطر عليه المقاومون يبدأ من بلدة قارة السورية مروراً بجرودها، وجنوب سن فيخا، وحرف بلوسة، وشمال «مرتفع حليمة قارة»، وصولاً إلى وادي حميد في جرود عرسال اللبنانية.
 

 مصدر عسكري رفيع للديار: الشعب يقرر اذا انتصرنا


اعتبر مصدر عسكري رفيع ان زيارة رئيس الحكومة اعطت دفعاً ايجابياً ومعنويات مرتفعة للعسكريين، خصوصاً انه تناول طعام الغداء معهم وجال على مواقعهم المتقدمة التي حررت منذ ساعات.
وهذه خطوة الدعم الثانية لقيادة الجيش بعدما كان زار رئيس الجمهورية غرفة العمليات في وزارة الدفاع مع انطلاق عملية «فجر الجرود» يوم السبت الماضي.
وهذا الدعم السياسي الذي حصل عليه الجيش من جهات عالية ونافذة، سمح له بالتحرك بحرية وتحقيق الانجاز الذي طال انتظاره بتحرير الارض من الارهابيين.
كما اشار الى ان الجيش لن يعلن النصر، بل انتهاء العمليات العسكرية. اما الحديث عن الانتصار، فهو يعود لتقييم الشعب والاعلام.
 

 عون تابع التطورات الامنية في الجرود


من جهته، تابع الرئيس عون من مكتبه في قصر بعبدا، آخر التطورات الامنية في جرود رأس بعلبك والقاع، بعد الانجازات التي حققها الجيش بتحرير القسم الاكبر من الاراضي التي احتلتها التنظيمات الارهابية، ولا سيما منها تنظيم داعش. واطلع على التقدم الذي تحقق ميدانيا والاجراءات والتدابير المرتبطة بانتشار الجيش في الاماكن المحررة.
وقد ابلغ الرئيس عون زواره بأن «مرحلة ما بعد تحرير هذه المناطق ستكون لإنمائها وازالة الرواسب التي خلفتها الاوضاع الشاذة التي سادت خلال الاعوام الماضية»، مشددا على انه «تم تخصيص اعتمادات مالية لتحقيق عدد من المشاريع العاجلة قيمتها 30 مليون دولار اميركي»، منوها خصوصا «بصمود ابناء هذه المناطق في ارضهم وممتلكاتهم».
 

 الحريري : الاهم هو الجيش


كذلك رأى رئيس مجلس الوزراء في تصريح من عرسال ان «الموضوع اليوم هو أهل عرسال، والجيش يحرر الأراضي ولا يمنن أحدا، ولا يطلب من المواطن اللبناني شكره. وواجبنا كدولة أن نقوم بعملنا وعلينا أن نحافظ على استقرار البلد وهذا واجبنا ولا يجوز تمنين أحد، والشيء الأهم بالنسبة الينا هو الجيش والدولة ولا شيء آخر».
وقال: «ان ما يقوم به الجيش اليوم بهذه المعارك جهد كبير وكلنا يجب أن نكون ممنونين للعسكريين والشباب الذين يقاتلون من أجل استقرار لبنان، وعلينا أن نكون وراء الجيش الذي يقوم بوظيفته، ووظيفتنا كحكومة أن نؤمن للجيش كل الإمكانات التي تساعده على الحفاظ على أراضي لبنان».