انتهت المراحل الاساسية لمعركة فجرالجرود التي اطلقها الجيش مع سقوط جبل الكف وقد ادى استعمال القذائف الذكية التي اعطاها الاميركيون للجيش دورا اساسيا في التغلب على داعش حيث استخدمت170 قذيفة SMART BOMB من مدافع 150والتي تحتوي على جهاز يرسل شعاع الليزر على الهدف الامر الذي يمكن الجيش من اصابة اهداف لداعش. واستعملت القذائف الذكية بوتيرة عالية اكثر من الايام الماضية فضلا عن تناوب طائرتين من دون طيار من نوع SCAN EYE التي قامت بمراقبة منطقة العمليات لمدة 14 ساعة كذلك بمسح اراضي المعركة. وعليه تقدمت وحدات الجيش مزودة بمعلومات وفرتها الطائرات من دون طيار وهذا ما جنب الجيش تكبد خسائر بشرية. وبعد تحرير المنطقة فجر الجيش قسماً منها واستكشف جزءاً اخر فوجد قسم كبير من الذخيرة وقتلى لداعش اثر ضربات الجيش المكثفة غير ان المؤسسة العسكرية لن تعرض صور القتلى حرصا منها على عدم اثارة حساسية المنظمات الدولية التي تعتبر عرض صور الجثث منافي لمبادئ الانسانية. وتعتبر منطقة جبل الكف اصعب منطقة لانها عالية جدا وفيها حرف صخري وطبيعتها تتحكم بمسالك الوصول اليها انما خطة الجيش استطاعت تخطي هذه العقبة والوصول اليها دون ان تتكبد المؤسسة العسكرية خسائر بشرية في صفوفها.
وكان الجيش اللبناني قد حرر 80 كلم مربع من المناطق اللبنانية حتى يوم الاحد والتي حصنها الجيش امس فقد تقدم الجيش 20 كلم لتصبح المناطق المحررة 100 كلم مربع من اصل 120 كلم مربع. واستطاع الجيش فرض سيطرته على المناطق المحررة بعد ان استقدم دبابات وجرافات ضخمة تمهيدا لتحرير جبل الكف .وهنا دارت معارك عنيفة بين الجيش ومقاتلي داعش الارهابي والتي كانت عبارة عن مجموعات صغيرة من مسلحي التنظيم يقاتلون الجيش من اجل تأخير تقدم الجيش بهدف تأمين انسحاب المجموعات الكبيرة من داعش الى الاراضي السورية ويسمى هذا القتال في المفهوم العسكري «قتال تأخيري».
وفي سياق متصل، قالت مصادر عسكرية للديار ان لا اسرى لداعش عند الجيش بل قتلى فقط مؤكدة ان لا قنوات تفاوض بين المؤسسة العسكرية وتنظيم الدولة الاسلامية وان المرحلة باتت تقضي بوضع اللمسات الاخيرة لاعلان نهاية المعركة لان منطقة جبل الكف هي اخر المناطق الواقعة تحت السيادة اللبنانية وفقا للخرائط اللبنانية باستثناء منطقة مرطبيا والتي هي مطوقة من الجيش من الجانب اللبناني ويقدر عدد المسلحين من التنظيم نحو 200 مسلح.
وبناء على هذه الوقائع، لم يعد هناك داعي لمواصلة العملية الهجومية فقد علمت الديار بان اليوم دخلت المعركة المرحلة الرابعة من عملية فجر الجرود والتي تقضي بمواصلة تطهير المناطق اللبنانية المحررة من سطوة داعش وذلك سيأخذ مدة من الوقت لازالة الالغام والاشراك (عبوات ناسفة).
انجازات نوعية للجيش السوري ومجاهدي المقاومة
وفي الجانب السوري، حقق الجيش العربي السوري ومجاهدو المقاومة انجازات نوعية. وسيطروا على 44 كلم مربعاً في اليوم الرابع من عملية ان «عدتم عدنا». وتابعوا تقدّمهم الميداني في جرود القلمون الغربي، وجاء الإنجاز النوعي إثر عملية إطباق واسعة، انطلقت من بعد ظهر امس، هدفت إلى السيطرة على عددٍ من المعابر الحدودية المهمة (سن فيخا، وميرا، والشيخ علي)، بين سوريا ولبنان.
كما شهدت المحاور الثلاثة (المحور الشمالي، والشرقي، والجنوبي) في القلمون الغربي مواجهاتٍ عنيفة ضد إرهابيي تنظيم «داعش»، تخللها رميٌ مباشرٌ للقنابل اليدوية، أسفرت عن مقتل عدد منهم وإصابة آخرين، بالتوازي مع غاراتٍ لسلاح الجو السوري، استهدفت تجمعات ونقاط انتشار الإرهابيين في «مرتفع حليمة قارة»، و«القريص»، ومعبري مرطبية والروميات.
وبلغت المساحة المحرّرة ــ امس ــ 44 كيلومتراً مربعاً، حيث التقت القوات المتقدّمة من المحور الشرقي، وتحديداً من جهة «مرتفع الموصل» «سن فيخا» غرباً، بتلك المندفعة جنوباً من المحور الشمالي، وتحديداً من «مرتفع عجلون الكبير» ، عند «شعبة الراسي»، لتبسط سيطرتها مباشرةً على معبر سن فيخا المُعبّد، والذي يصل جرود البريج السورية، بجرود القاع اللبنانية.
وسقطت اكثر من 26 تلة ومرتفعاً وموقعا بيد الجيش السوري ومجاهدي المقاومة بمجرّد الاطباق على مسلحي «داعش»، في تلك المنطقة من القلمون الغربي.
وساهم تقدّم القوات ــــ صباح امس ـــ في «مرتفع شعبة عجلون الكبير»، الواقع على بعد كيلومتر واحد جنوبي «مرتفع قرنة عجلون»، في تحرير معبر سن فيخا، حيث تواصل مجموعات الهندسة عملها في تمشيط المعبر لتفكيك العبوات الناسفة، والألغام التي زرعها إرهابيو التنظيم.
كما تم السيطرة على 75 بالمئة من مساحة معبر ميرا، الواصل بين جرود قارة السورية وجرود عرسال اللبنانية (يتصل أيضاً بمعبر سن فيخا) في ظل انهيار معنويات الإرهابيين وانسحابهم إلى خطوطهم الخلفية، وذلك بعد استعادة مرتفعات «سن ميري الجنوبي»، و«ضليل حسن»، و«خربة ميري الفوقا».
وكان لافتاً ما عثرت عليه القوات خلال تقدّمها في المحور الجنوبي، وتحديداً في منطقة الزعرورة (الواقعة بعد قرنة شعبة عكو الاستراتيجية)، حيث وجدت في إحدى غرف الإشارة الميدانية التابعة للتنظيم أجهزة اتصالات لاسلكية مشفّرة، بعضها متطوّر، إضافةً إلى أسلحةٍ متوسطة وثقيلة، في وقت تستمر فيه الاشتباكات المتقطعة ضد الإرهابيين في «قرنة شعبة البحصة».
أما في المحور الشرقي، فقد سيطرت القوات ــــ صباح امس ـــ على «مرتفع شعبة صدر بيت بدران» غربي «مرتفع الموصل» الاستراتيجي، إضافةً إلى «وادي شعبة حرفوش»، و«شعبة البطيخ»، و«المصطبة». كما تقدّمت القوات باتجاه «أرض ضهر علي»، و«خربة مشقتة»، و«مرتفع سن وادي الكروم» المشرف على معبر «الشيخ علي»، حيث بسطت سيطرتها عليه ظهراً. وتكمن أهمية المعبر في وصله جرود قارة السورية، وتحديداً عند مرتفع حليمة قارة، بجرود عرسال اللبنانية.
الجلسة النيابية
وبالتزامن مع انجازات الحدود، كان اللبنانيون يستمعون عبر النقل التلفزيوني المباشر الى مناقشات جلسة مجلس النواب الهادئة والرتيبة في جزء كبير منها، ولم تلامس حجم المشاكل المحيطة بالبلد وتحديداً على صعيد القضايا الاقتصادية، كما لم يتخللها نقاش فوق العادة، المعارضون القلائل فشوا خلقهم والموالون الكثر تبادلوا الشطارة بتسجيل بعض الانتقادات والردود تحت سقف التوافق.
العنوان البارز في جلسة امس، كان الاجماع على الجيش ودوره في معركته ضد الارهاب. اما المواضيع الخلافية مثل الزيارات الى سوريا فلم يكن موضع اثارة بين المشاركين في الحكومة والنواب والرئيس الحريري لم يتناوله مطلقاً، وانفرد «قلة» من المعارضين بطرحه من باب سؤال الحكومة عن رأيها كالنائبين سامي الجميل وبطرس حرب.
اما العناوين التي اثيرت هي عناوين متوقعة مثل مواضيع الكهرباء حيث دافع الحريري عن خطة الحكومة ومشروع البواخر الذي لوحظ وجود تباين حوله، واثيرت في كلمات بعض النواب مسائل هدر في وزارة الاتصالات مثل النائب حسن فضل الله، بمئات المليارات اللبنانية من مكالمات لوزارات ومؤسسات ووزراء واشخاص.
الرئيس الحريري رد انها وردت في الموازنة، وهذه شفافية وستعالج، الرئيس بري لم يبذل جهداً في ضبط الجلسة التي كانت هادئة كلياً، ووعد بجلسة تشريعية بعد عيد الاضحى، قائلاً للنواب «نراكم بعد الاعياد».
الجلسة لم تستغرق يومين كما كان محدداً بل يوماً واحداً لاقتصار عدد المتكلمين على 22 نائباً، لوحظ ان اكثرية المتكلمين كانوا من كتلتي حزب الله والتيار الوطني الحر. بينما اكتفى الرئيس بري بالنائبين علي بزي وقاسم هاشم وكتلة المستقبل على النائب محمد الحجار ولوحظ ان الرئيس السنيورة لم يتحدث، كما تحدث عن القوات اللبنانية انطوان زهرا وكان التناغم واضحاً بين التيار الوطني الحرّ والمستقبل وتخاطب ايجابي كما كان سابقاً بين حزب الله والرئيس الحريري.
تمايز بين بري وفياض
في غضون ذلك، طالب النائب علي فياض بتظهير الارقام في قانون السلسلة وتفعيل الخدمات لتلبية حاجات المواطن اللبناني غير ان الرئيس بري رد عليه بان الارقام موجودة وعلنية.
تماهي بين الحريري والمشنوق
الى ذلك، اشاد رئيس الحكومة سعد الحريري بانجاز وزير الداخلية نهاد المشنوق على الصعيد الامني حيث كشف خلية ارهابية كانت تخطط لتفجير طائرة اماراتية. واعتبر الحريري ان ذلك يؤكد على انتاجية الحكومة الحالية وعلى قدرتها على تحقيق الكثير من الانجازات.
كما مدح الرئيس سعد الحريري الانجازات التي قام بها وزير الطاقة سيزار ابي خليل مؤكدا على ان المناقصة حول توريد الكهرباء ستكون شفافة ولا شيء يدعو للتشكيك بذلك.
ولاحظت اوساط سياسية ان العلاقة بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر بلغت اوجها من ناحية التنسيق والتعاون والتماهي في المواقف حيث رأت هذه الاوساط ان الحريري يتبع نهج الواقعية السياسية وذلك سينعكس ايضا على العلاقة مع حزب الله حيث رجحت الاوساط السياسية بان الامور بين تيار المستقبل وحزب الله تتجه الى التقارب وليس الى التباعد.
اقرار الموازنة.... قريبا
على صعيد متصل، قالت مصادر سياسية للديار بأن رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان منكب على تحضير تقريره الشامل حول الموازنة ليرفعه لاحقا الى الرئيس نبيه بري ليصار الى تحديد جلسة لدرس الموازنة بعد ان تكون الحكومة قد عملت على ارسال مشروع قانون قطع الحساب. واشارت هذه المصادر الى وجود اقتراح قيد الدرس يقوم به وزير المالية بدرسه مع رئيس الحكومة لمعالجة مشكلة قطع الحساب من اجل اقرار الموازنة.
اقتراحات قوانين لتعديل السلسلة
في موازاة ذلك, علمت الديار ان هناك امكانية لتعديل قانون السلسلة عبر قيام نواب بتقديم اقتراحات قوانين حيث يتم التشاور حاليا بين مختلف الكتل النيابية لتقيدم هذه الاقتراحات التي ستتمحور على الارجح حول هذه النقاط:
1- الغاء الازدواجية الضريبية في المهن الحرة
2- الغاء الضريبة المفروضة على الكحول لوجود اتفاقية بين لبنان واوروبا تمنع فرض ضرائب على الكحول
3- عدم تنظيم صندوق التعاضد للقضاة نظرا لاستقلالية القضاة
4- تقديم الزيادة لشهداء ومعاقي الجيش دفعة واحدة
5- تعديل على المادة 30 المتعلقة بالاساتذة
6- اضافة كلمة تعليمية على المادة 9 بحيث تصبح «القانون يعطي درجتين لحملة الاجازة الجامعية والتعليمية».
وبعد تحضير هذه الاقتراحات يصار الى تقديمها للامانة العامة للمجلس النيابي ليصار الى تحضير جلسة تشريعية من قبل رئيس مجلس النواب وهيئة المجلس فتدرج في جدول اعمالها هذه الاقتراحات الهادفة الى تعديل قانون السلسلة. ومن المرجح ان يصار الى تحديد هذه الجلسة بعد عيد الاضحى لبحث اقتراحات قوانين مقدمة من قبل عدة نواب.