قال المرجع الشيعي العلامة الشيخ علي الأمين ان تسييس الحج مرفوض وكذلك الممارسات الخارجة عن الشعائر المعترف بها مثل البراءة من المشركين، لأنه لم يعد هناك من مشركين في جزيرة العرب بحسب تعبيره. السيد علي الأمين قال الخلافات الطائفية صنعتها الطموحات السياسية لبعض الدول والأحزاب.
ففي حوار لقناة العربية مع العلاّمة السيد علي الأمين حول تسييس عبادة الحج وشعائره أجاب سماحته : ( ننظر الى عبادة الحج من خلال المنظور القرآني الذي تكلم عنه الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز عندما تحدث عن الحج الذي هو ركن من اركان الإسلام حيث قال سبحانه وتعالى : ( .. فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب) هذه العناوين التي ذكرت لفريضة الحج هي تدعو إلى الوئام والأخوة والإنسجام حيث يجتمع الملايين من المسلمين لأداء هذه الفريضة التي افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده من أجل أن يعزز روابط التواصل والأخوة فيما بينهم ومن أجل طبعا التوجه إليه سبحانه وتعالى بمحض هذه العبادة والإخلاص بها من دون إدخال أي شيء إليها ولذلك يتفاجأ المرء حين يحاول بعضهم أن يستغل هذه المناسبة للدعاية السياسية لنظامه أو لحكمه أو لحزبه مع أن هذه الدعايات السياسية أو الشعارات السياسية التي يطرحها فريق ليست هي موضع إجماع بين المسلمين الذين يؤدون هذه الفريضة ويريدون التفرغ فيها لعبادة الله سبحانه وتعالى ومن هنا انطلاقا من هذه الرؤية القرآنية نقول بأن أي تسييس لهذه العبادة تحت شعار مرة كما حصل في الماضي أو تحت شعار استغلال مثلا مناسبة ما يسمى بالبراءة من المشركين ، حيث لم يعد ثمة من مشركين في جزيرة العرب والمسلمون كلهم يؤدون هذه الفريضة بخشوع وخضوع وتواضع لله سبحانه وتعالى اقتداءً بنبيهم الكريم).
وتساءلت الإعلامية منتهى الرمحي في حوارها مع العلاّمة السيد علي الأمين حول الكلمة المشهورة لسماحته: ( اذا كان التسنن هو الإيمان بسنة رسول الله فكل المسلمين سنة والتشيع إن كان حب أهل البيت فكل المسلمين شيعة ) وحول الوئام والإنسجام وضرورة التقارب الذي يدعو له وحول التقارب بين العراق والسعودية وما هي أهمية ذلك على العلاقة بين السنة والشيعة في العالم العربي، أجاب سماحة العلاّمة السيد علي الأمين : ( لا شك بأن التقارب بين المذاهب الإسلامية هو تقارب الإخوان بعضهم من البعض الآخر وهذه مسؤولية ولاة الأمر وحكامنا في الدول الإسلامية من أجل أن يعملوا على التواصل فيما بينهم وأن يزيلوا تلك الإختلافات والصراعات خصوصا في هذه المناسبة مناسبة الحج التي تدعو جميع المسلمين بأن يكونوا يدا واحدة وأمة واحدة يتعاونون فيها على البر والتقوى وقد ذكر الله سبحانه وتعالى بأن هذه نعمة الأخوة من أعظم النعم التي أنعمها الله على المسلمين عندما قال : (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) فهذه النعمة يجب أن نحافظ عليها وأن نسعى لتعزيزها وترسيخها في مثل هذه المناسبة الدينية وغيرها ولذلك نحن نظر بإيجابية إلى هذه التواصل بين القيادة في العراق وبين قيادة المملكة العربية السعودية ونأمل أن يحدث من خلال ذلك المزيد من التقارب مما يزيل الفتن التي تحاك نيرانها)..وحول تقييم العلاقة بين السنة والشيعة قال العلاّمة السيد علي الأمين: ( لا أعتقد أن الخلاف بين السنة والشيعة هو خلاف عميق أو هو السبب في هذه الأحداث التي تحصل في المنطقة. لقد عاش السنة والشيعة قروناً في أوطانهم وفي بلدانهم وبينهم مضافاً إلى روابط الدين والعقيدة ، الروابط الأسرية والعائلية والمصاهرات الموجودة في معظم المجتمعات الإسلامية ولكن الذي أجج هذه الأمور وجعل من الإختلافات الفقهية مساحة للاستغلال السياسي هي الطموحات السياسية لبعض الدول ولبعض الأحزاب التي رفعت الشعارات المذهبية والطائفية في صراعاتها من أجل أن تحصل على الاصطفافات الطائفية بمزيد من الأتباع والأنصاروإلا لم يكن هناك صراع بين السنة والشيعة في العراق ولم يكن هناك صراع بين السنة والشيعة في سوريا أو في لبنان أو في الخليج عموماً لم نكن نعلم بمثل هذه الصراعات في القرون الماضية وفي العقود الماضية إلى أن أنشئت أحزاب تحت شعارات طائفية ودينية ، هذه الأحزاب الدينية طبعا تحاول أن تقسم المسلمين إلى مذاهب من أجل أن تستأثربهذه الطائفة وهذا الحزب بهذه الطائفة الأخرى وعندئذ يعطى الصراع السياسي الصفة المذهبية).