اسم طارق الخيّاط، الذي كشف عنه وزير الداخلية نهاد المشنوق، خلال إعلانه، في مؤتمر صحافي الاثنين في 21 آب، مشاركة شعبة المعلومات في احباط عمل إرهابي، قبل أسابيع، كان يستهدف إحدى الطائرات الإماراتية المتوجهة من أستراليا إلى أبوظبي، وعلى متنها 400 راكب، بينهم 120 لبنانياً، لايزال الغموض يلفّه من دون أن يتّضح بعد مصيره أو مكان وجوده.

لا تفاصيل واضحة عن حياة طارق. الكلُّ يتهرب من الحديث عنه والاعتراف بعلاقةٍ أو معرفةٍ تربط به، تفادياً لتورط في التحقيقات. أبناء منطقته، باب التبانة في طرابلس، يتحججون بانقطاع أخباره منذ أن غاب عنهم قبل 3 سنوات. وشقيقه عبدالرحمن المقيم في طرابلس، وهو عسكريّ متقاعد، يجيب "المدن" عند سؤاله عنه بـ"نحن العائلة تبرأنا منه ولا علاقة تربطنا به".

لكن مصادر تكشف لـ"المدن" عن أن طارق، البالغ 45 عاماً، والملقب بـ"الشيخ طارق"، كان يعمل في ورش الحديد، واسمه مقرون بمعارك جبل محسن وباب التبانة، حيث كان واحداً من أبرز قادة المحاور.

طارق المعروف بالتزامه الديني منذ نشأته، وتردده إلى الجامع للصلاة وحضور دروس الفقه والعقيدة، كان سلوكه طبيعياً ومألوفاً إلى حين بدء جولات القتال في طرابلس في العام 2008، واندلاع الثورة السورية في العام 2011. ففي ذلك الوقت، بدأ طارق يظهر تحوله إلى متطرف يدافع عن المنظمات الأصولية، ويسعى إلى التواصل معها أثناء سفره بين لبنان وأستراليا، مكان إقامة أخوته الثلاثة.

أما إلتحاقه الرسمي بتنظيم داعش، فكان على إثر المعركة التي خاضها الجيش اللبناني بين جبل محسن وباب التبانة قبل فرض الخطة الأمنية في العام 2014، حيث اختفى وهرب إلى الرقة، خصوصاً أنه كان متهماً بإطلاق النار على الجيش. وفي العام نفسه، الذي رسخ فيه تواصله مع داعش، أرسل ولديه اللذين يبلغان 16 و18 عاماً، إلى الرقّة للقتال في صفوف التنظيم. وقد قتلا بعد مضي أشهر، وبقي له طفل واحد مع زوجته.

والد طارق ووالدته متوفيان. وكانت العائلة التي يعود نفوسها إلى البيرة في عكار، انتقلت من باب التبانة إلى منطقة أبي سمرا قبل 15 عاماً. لكن عودة طارق إلى باب التبانة خلال جولات المعارك أثارت الشكوك حوله، لاسيما أن أهالي المنطقة كانوا يحذرون أبناءهم منه خوفاً من التأثير عليهم وجذبهم للالتحاق بداعش.

طارق الذي استقر أخيراً في الرقة، ولم يقطع تواصله مع أشقائه عامر وخالد ومحمود في أستراليا، لا معلومات تفيد عن خلفية إعداده مع أخوته عملية تفجير الطائرة أو عن وجود رأسٍ مدبرٍ للعمليه غيره. لكن مصدراً أمنياً يشير لـ"المدن" إلى أن عامر، الذي عاد إلى لبنان في تموز 2017، موقوف لدى شعبة المعلومات. وكانت الحسابات الرسمية لقوى الأمن الداخلي قد نشرت صورة لشخص قالت إنه "الارهابي الذي أوقفته شعبة المعلومات وكان يخطط لتفجير الطائرة". 
وقد لقي ما أعلنه المشنوق في الشمال ردود فعل سلبية على مواقع التواصل الاجتماعي موجهة ضد المشنوق، معتبرين أن ما أعلنه "رواية" مفبركة وغير محبوكة لما يعتريها من غموض.