حملات تخوين وافتراء، تناقض في محتوى البيان وكلّ ذلك لتبرئة أنفسهم من قضيّة أثارها الناشط الإعلامي الحرّ بآرائه والمتفلت من القيود الحزبية "مهدي المصري" الملقب "بأبو علي السني" بعد أن تم طرده من جامعة العزم التابعة للرئيس السابق نجيب ميقاتي، ولأسباب تُعتبر في لبنان مألوفة وعادية.
نعم هي ليست حادثة غريبة عن لبنان الحزبي الذي يرفض سياسيوه تقديم المساعدات والمنح الدراسية لفئة الشباب لأسباب حزبية، وليست قضيّة من عجائب لبنان إنّما هي قضيّة كل شاب أو فتاة تعرّض (ت) لهذا الموقف فسكت أمام جور الأحزاب مقتنعًا أن صوته لن يصل وحتى إن وصل فإن الآذان ستبقى صمّاء أمام صرخات شاب أراد أن يكون حرًّا ليعزف على أنغام الحريّة الشخصية خياراته وقراراته.
مهدي المصري واحدًا من أولئك الشبّان التي حالت السياسة بينه وأحلامه، فصرخ عاليًا علّ هذه الصرخة تهزّ كيان المسؤولين الذين أرادوا لجامعة العزم أن تكون منارة للعلم، لكنّه للأسف تحوّل لخائن وكاذب ومخادع على صفحات التواصل الإجتماعي من قبل مؤيدي الرئيس نجيب ميقاتي، ولطالب غير موجود في الجامعة من قبل رئيس الجامعة الدكتور فريد شعبان، الأمر الذي دحضه المصري برسالة على هاتفه تؤكد أنه كان مسجّلًا في الجامعة عام 2016\2017 وبمنحة من جمعية العزم.
وعلى حدّ قول الطالب المنكّل به من قبل أتباع رامي الرفاعي مدير مكتب الرئيس نجيب ميقاتي والموكّل إليه توقيع المنح الدراسية في جامعة العزم فإنّه في الفصل الثاني من العام الدراسي المنصرم مُنع مهدي من دخول الجامعة، لأسباب ظنّها مغالطات إدارية، أما هذا العام فُتح باب الحقيقة على مصراعيه عندما علم مهدي أن المنحة الدراسية سُحبت منه بعدما رفض العمل كمخبر عن أحد المرشحين للانتخابات النيابية الذي فتح له أبواب الرزق التي كانت مغلقة أمامه حتى من قبل الرفاعي منذ سنتين تقريبًا.
ولأنّ في لبنان لا تقدّم المنح الدراسية إلّا مقابل خدمات حزبية، تحوّل مهدي لضحيّة تيّار وجد في منع مهدي من تقديم الإمتحان، ووضع دراسته هذه السنة في مهب الريح حقًّا له لأن "المنحة ما بتنعطى ببلاش".
حال مهدي كحال كثيرين حُرموا من دخول الجامعات بمنح دراسية لأنّ انتماءاتهم السياسية تتعارض مع الجهة التي تقدّمها، لكنّ كيف لرئيس بحجم ميقاتي ويعوّل عليه يقبل بمثل هذه المهزلة في إحدى أهم جامعات لبنان؟ وكيف يُطلب من طالب إعلام التجسس على مصدر رزقه بعدما رفضتم تأمين فرصة عمل له؟
فضيحة أم مهزلة لا أعرف ما وصفها لكنّ المؤكّد أن ما فعله الرفاعي لا يليق بتاريخ رجل كالرئيس ميقاتي على أمل أن يصل صوت مهدي ويعود لدراسته من جديد..