تحول يوم الأحد من عطلة نهاية الأسبوع من شهر آذار الفائت إلى يوم اسود مأساوي. يومها قررت عائلة "حمود" (اسم مستعار) أن تقصد إحدى المحميات في البقاع الغربي بقصد الصيد والتنزه، وبعد حوالي الساعة من وصول العائلة الى مكانها المقصود وقعت جريمة قتل راح ضحيتها الاب "غسان" (اسم مستعار) بعدما أُطلق عليه أربع طلقات نارية من سلاح صيد أردته على الفور.
ونتيجة التحقيقات فور وقوع الجريمة، توجهت أصابع الاتهام نحو نجل الضحية "مازن" (اسم مستعار) الذي كان موجودًا من بين الاشخاص الذين قصدوا المحمية ذاك اليوم، والذي اعترف تلقائيا، أنه هو من أقدم على قتل والده وأفاد بما ملخصه: أنه وفي تاريخ حصول الجريمة صعد مع زوجته ووالده في سيارة الأخير بقصد ممارسة هواية الصيد، ولدى وصولهما الى المكان المقصود حيث توجد خيمة خشبية، طلب منه والده "غسان" الذهاب بعيدا عن الخيمة للصيد، في حين بقي هو لوحده مع كنته، حيث طلب منها أن تحضر له زحاجة من الويسكي وبعض المكسرات والبطاطا من السيارة، وأنه بعد حوالي العشرة دقائق ولدى عودته مجددًا الى الخيمة فوجئ بوالده يقوم بممارسة الجنس مع زوجته "هيام" (اسم مستعار)، إذ شاهده نائمًا فوقها ويقوم بتقبيلها بطريقة وحشية محاولًا نزع ثيابها عنها، وان زوجته عندما شاهدته راحت تصرخ في وجهه قائلة: "ذوق على حالك ليك وينو بوجك"، عندها قام "مازن" بتوجيه الشتائم والسباب لوالده "غسان" الذي بادله بالمثل، وإزاء ذلك ونتيجة رؤيته لهذا المشهد لم يتمالك نفسه، فقام بإطلاق طلقين ناريين باتجاه والده، ثم عاد وعاجله بطلقين آخرين، وبعدها أخذ ما في جيبه من مال وكان يوازي حوالي مليون ليرة لبنانية وانصرف مع زوجته "هيام". وكان الابن المتهم "مازن" عاد وأوضح في سياق التحقيقات بأن لا علاقة لزوجته بهذه الجريمة، وأنه أقدم على قتل والده لدى مشاهدته إياه يتحرش بها ودون تحريض من أحد.
المتهم "مازن" عاد وغيّر إفادته الأولية التي أدلى بها فور توقيفه، ومع إعادة استجوابه، غيّر باعترافاته وقال: "إنه بتاريخ حصول الجريمة، وبعدما تناول طعام الغذاء مع زوجته "هيام" في منزل والده، قرر الجميع الذهاب الى البرية للصيد، فصعدت "هيام" الى الطابق الثاني لتغيير ملابسها، حيث قام "مازن" زوجها باللحاق بها، فبادرته بالقول: "بحياة بنتك لولو هلق بس تصير تحت ريحني من بيك"، فأجابها "بأمرك انا". ولدى وصولهم الى الخيمة في السهل طلب منه والده أن يذهب للصيد، وكان ذلك بتخطيط من الأخير ومن زوجته، لوجود علاقة جنسية بينهما، وانه قام بالابتعاد حوالي العشرين مترا حتى يتسنى لهما الانفراد، على اساس انه وفقا للخطة المرسومة من زوجته ان يحضر بعد فترة وجيزة، ويشاهد والده يضاجع زوجته فيقوم بقتله، وان هذا ما حصل فعلا، وهذا ما شاهده فعلا بعد عودته الى الخيمة حيث شاهد والده ممددا فوق زوجته وهو يقوم بمضاجعتها وتقبيلها وهي تقوم بالصراخ بطريقة إباحية، فنظرت إليه وقامت بغمزه بعدما ابتعدت عن المغدور، فقام عندها بإطلاق النار باتجاهه في صدره والذي صرخ بوجهه قائلا: "ولووه" فعاجله بأخريين.
ولاحقا تم توقيف "هيام" ولدى استجوابها أفادت أنها توجهت بتاريخ حصول الجريمة مع زوجها ووالده بسيارة الأخير في رحلة صيد الى السهل، حيث دخلوا الى قطعة أرض توجد فيها خيمة خشبية، وبعدما ركن المغدور السيارة، ترجل منها وكان يحمل بيده زجاجة من الويسكي، وطلب منها إحضار البزورات من السيارة وملاقاته الى الخيمة، كما طلب من ابنه التوجه الى قطعة ارض مزروعة بالقمح بعدما ناوله بندقية الصيد ليتسنى له الانفراد بها. وعندما دخل الى الخيمة امسك بها بقوة وبدأ بتقبليها بطريقة وحشية على شفتيها واوقعها ارضا وهي تجهش بالبكاء متوسلة اليه ان يتركها فكان يجيبها: "انت لي فقط" ثم امسك بها مجددا ودفعها نحوه وبدأ بتقبيلها، وفي هذه الاثناء دخل زوجها المتهم فصاح بوجهه قائلا" "حس على دمك وافهم هيدي مرتي، فضحك المغدور بوجه ابنه مستهزئا، عندها طلب المتهم من زوجته الانصراف وعاجل والده بطلقين ناريين ثم بطلقين آخرين".
لم يكتف المحققون بالاستماع إلى إفادة المتهمين الموقوفين، بل توسعت لتشمل بنات المغدور الاولى وتدعى "جومانا" التي افادت انه يوم وقوع الجريمة اعلمها والدها المغدور "غسان" أن شقيقها وزوجته سيتناولون طعام الغذاء معهم، وأنه بعد حوالي أقل من ساعة من إنتهاء الغذاء، سمعت هدير سيارة والدها الذي طلب منها أن تناوله علبتان من السجائر، فأحضرتهما له، وأنه كان داخل السيارة شقيقها المتهم وزوجته، بعدها غادر جميعهم، وأنه حوالي الساعة الرابعة من بعد الظهر تلقت اتصالا من شقيقها المتهم "مازن" يعلمها فيه أن والدها "تقوص" وطلب منها إعلام اشقائها بذلك، واضافت "جومانا" أن زوجة اخيها المتهمة "هيام" كانت تخرج في الآونة الاخيرة مع عدة اشخاص وتقيم علاقات جنسية معهم.
أما الابنة الثانية للمغدور"هناء"، فأكدت أن شقيقها وزوجته المتهمين سمعتهما سيئة، وأن المتهمة كانت تقيم علاقات غير شرعية مع رجال كثر، وكان المغدور قد وبّخها على تصرفاتها هذه وأنه لم يكن يتحرش بها.
وكان الطبيب الشرعي قد أشار في تقريره حول الجريمة إلى أن الرصاصات اطلقت من على مسافة قريبة، أي أقل من متر، وأن أولى الرصاصات دخلت من كتف اليد اليمنى من الجهة الأمامية، والثانية دخلت أعلى الصدر أيضا من الجهة الامامية، والثالثة دخلت في أسفل ووسط الصدر من الجهة اليمنى والرصاصة الرابعة أصابت الرأس وأحدثت فجوة مع تطاير سقف الرأس، وأن الطلق الاخير هو الذي تسبب بالوفاة.
وقد أثبتت الوقائع خلال سير التحقيقات ثبوت الجريمة على الابن "مازن" بعدما تعزز ذلك باعترافه بجريمته. لكنه في المقابل، كان قد أوقع نفسه بكثير من التناقضات بعدما أضل التحقيق لجهة عدم وجود واقعة التحريض من قبل زوجته له لارتكابه جريمته، والتي لم تعزز بإثباتات. وعلى ضوء ذلك، قررت محكمة الجنايات في البقاع اعلان براءة المتهمة "هيام" لعدم وجود ادلة كافية لجهة ادانتها.
كما قررت المحكمة تقديم تعويض مالي لابنة المغدور جومانا بمبلغ مالي وقدره (80 مليون ليرة لبنانية).
أما بالنسبة للمتهم "مازن" فقد أنزلت به عقوبة الأشغال الشاقة لمدة خمسة عشر عامًا، وتخفيضها لمدة عشر سنوات على أن تحتسب مدة توقيفه الاحتياطي، وتضمين المحكوم عليه كافة الرسوم والمصاريف في هذه القضية.