ورأت الصحيفة أنّ هذه العملية ليست إلاّ معركة صغرى في الحرب الكبرى التي تُخاض ضد التنظيم الإرهابي، مؤكدةً أنّها ذات رمزية كبرى بالنسبة إلى الجيش اللبناني، فهو يسعى إلى إثبات قدرته على الدفاع عن بلاده أولاً، وإلى تلميع صورته في ظل بروز "حزب الله" المدعوم إيرانياً كقوة عسكرية ثانياً، لا سيّما بعد دوره في تحرير جرود عرسال.
في هذا السياق، نقلت الصحيفة عن العميد المتقاعد والمحلل العسكري إلياس حنا قوله: "على الجيش استعادة المصداقية التي يفتقدها"، وتأكيده: "لا يمكننا أن نطلب من "حزب الله" التراجع وتسليم سلاحه قبل أن يتمكن الجيش من مراكمة بعضاً من مصداقيته- قبل أن يثبت أنّه قادر على الدفاع عن الحدود".
وعليه، لفتت الصحيفة إلى أنّ الجيش اللبناني يرزح تحت ضغط داعمه الأساسي، الولايات المتحدة الأميركية التي موّلته بأكثر من 80 مليون دولار، مشيرةً إلى أنّها تصنّف "حزب الله" بالمنظمة إرهابية وتعارض "تعاون الجيش مع الرئيس السوري بشار الأسد".
كما كشفت الصحيفة أنّ بعض الديبلوماسيين يتحدّثون سراً عن إمكانية إقدام واشنطن على وقف تمويلها للجيش، إذا فشلت هذه المعركة في تغيير وجهة النظر القائلة بأنّ دوره يقتصر على دعم "حزب الله".
بدوره، رأى المحلل محمد خواجة أنّ الولايات المتحدة وضعت الجيش اللبناني في موقف ضعيف: فعلى الرغم من أنّها ترغب في أن يستعيد الأراضي من "داعش" تقيّده بشروط كثيرة.
الصحيفة التي ذكّرت بتشديد الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله على أنّ دور الحزب يقتصر على دعم الجيش، رأت أنّ مسؤول "سرايا المقاومة" في راس بعلبك رفعت نصرالله تحدّث بنرة تهديدية بقوله: "ستفتح كلّ جبهة من شأنها أن تخدم المعركة".
ختاماً، نقلت الصحيفة عن إيلي حكيّم من "معهد الدراسات الاستراتيجية" تأكيده إنّ "حزب الله" يوشك على تحقيق أهدافه في لبنان، إذ قال: "لا يسعى "حزب الله" إلى التحكم بالدين أو بما يقوله الناس أو ما يرتدونه، بل يسعى إلى التحكم بالسياسة الخارجية والأمنية والدفاعية".
FT)