أما وقد أعلن الجيش اللبناني عن بدء معركة "فجر الجرود " وسجل انتصارات ساحقة خلال ساعات على الجماعات الارهابية فإنه يثبت من جديد قدرته وجهوزيته لدحر الارهاب عن كامل تراب الوطن، وما سقوط الشهداء على مذبح الوطن إلا دليل جديد على أن هذا الجيش يملك من التحدي والإصرار والتفاني ما يجعل منه الدرع الحصين للوطن والجمهورية والدولة، وما يجعل منه خط الدفاع الأول والوحيد عن السيادة و الاستقرار بالمفهوم الوطني والسيادي، إذ لا أهداف لهذا الجيش سوى تحرير التراب الوطني من دنس الإرهاب وتثبيت دائم الاستقرار الأمني على مساحة البلاد والجمهورية اللبنانية وحدها.
إقرا أيضا: التحضير لمعركة الجرود أكبر من المعركة.
لقد كان الجيش ولا يزال وهو يؤكد يوما بعد يوم على أنه القاسم الوطني المشترك الأول الذي يوحد اللبنانيين على اختلاف طوائفهم واحزابهم ومناطقهم، ويجمعهم على موقف واحد، في الالتفاف حول المؤسسة الوطنية الكبرى، لتكون حصناً للوطن والمواطن، ولأن ثقة اللبنانيين بالجيش وقيادته كبيرة فالأمر أولاً وأخيراً سيبقى للجيش وحده،بالرغم من حملات الإساءة التي حاول البعض من خلالها تحجيم دور الجيش والحد من معنوياته وانتصاراته، وهي محاولة رخيصة ودنيئة للنيل من قدرات الجيش وإمكانته، وهي لن تستطيع بأي شكل من الأشكال أن تؤثر على طبيعة المعركة وقدرة الجيش على الاستمرار في التصدي للإرهاب في مختلف أشكاله .
إقرا أيضا: فجر الجرود... عملية عسكرية ضد الإرهاب لأنظف جيش في المنطقة
ولأن المواجهة هي بهذا الحجم من الصعوبة والشراسة، فمن الطبيعي وقوع بعض الإصابات في صفوف جيشنا الباسل، الذي يروي ضباطه وجنوده الأرض بدمائهم، دون ان ينال ذلك من عزم ومعنويات رفاقهم الذين يتابعون المسيرة بإصرار وعزم اكيدين، تحقيقاً للنصر المبين.
إن تضحيات الجيش تفرض مزيدا من الإلتفاف الوطني والإحتضان وتفرض أيضا إخراج المؤسسة العسكرية من أتون المزايدات وإبقائها خارج الإصطفافات السياسية والحزبية وبعيدا عن المشاحنات الطائفية .
إن التضليل الإعلامي الذي رافق عمليات الجيش لم يكن سوى محاولات يائسة للنيل من هيبة الجيش وقدرته، لكن هذه المحاولات فشلت بالتأكيد بإصرار الجيش على إنجاز مهمته وتسجيل الأنتصارات وتقديم الشهداء على مذبح الوطن، وإن هذا التشويش المقصود على معارك الجيش و انتصاراته وإنجازاته هو محاولة مكشوفة ذات أبعاد و أهداف سياسية لم تعد تنطلي على أحد .