إذا وصلت كفاً بالكمبيوتر تتحول لغة الإشارة، الخاصة بالصم والبكم، إلى أحرف وكلمات مسموعة باللغة الإنكليزية. الفكرة ليست جديدة، إذ إنها موجودة منذ العام 2003. لكن 4 طلاب، في السنة الثالثة من اختصاص هندسة الميكانيك في الجامعة اللبنانية الأميركية، أضافوا نسخة جديدة من هذا الابتكار، وهم علي الحاج، هادي ياسين، جواد قانصو وريم الصعبي. فـ"كل النسخات الموجودة من الكف مازالت حتى اليوم نموذجاً مبدئياً، يحتاج إلى مزيد من التطوير، وليست جهازاً جاهزاً للبيع، كما هي حال جهازنا".
لكن ما يميز كف الطلاب الأربعة هو نظام حساباتها المتطورة والذكية. فالكف قادرة على استيعاب الحركة بمختلف احتمالاتها، التي ترتبط باختلاف شكل اليد وحجمها من شخص إلى آخر. ويمكن القول إن هذه الكف هي أسلس وأكثر مرونة من غيرها، خصوصاً أنها تستوعب الاحتمالات من دون أن تعتبرها خطأً. والتوصل إلى هذه المرحلة الدقيقة، من خلال البرمجة، استلزم تكرار الحركات بالكف من 100 إلى 150 مرة. وقد شمل عمل الطلاب الأربعة تركيب الجهاز وبرمجته أيضاً.
عندما عرض الطلاب مشروعهم في الصف لم يكن ينطق سوى الأحرف. لكن بعد ذلك، طوّر الطلاب مشروعهم أكثر لتنطق الكف بالكلمات، من أجل عرضه في مؤتمر الطاقة الاغترابية اللبنانية، الذي عقد قبل نحو شهر في البيال، وشارك فيه أكثر من 3000 لبناني مقيم ومغترب. وفي حين قدم طلاب من 12 جامعة لبنانية مشاريعهم في المؤتمر، من بينها مشروع آخر من اللبنانية الأميركية من تخصص هندسة الكومبيوتر، فإن مشروع الكف لاقى إعجاب كثيرين، خصوصاً لكونه يحمل بعداً إنسانياً، ويساعد الصم والبكم على الإنخراط أكثر في مجتمعهم.
يسعى الطلاب الأربعة إلى تطوير الجهاز من خلاله جعله لاسلكياً وموصولاً بالانترنت والكومبيوتر. وهم يؤمنون بأنهم قادرون على تطويره إذا عملوا بجدية على ذلك. لكنهم اليوم منغمسون في حياتهم الجامعية والتخطيط لمشاريع تخرجهم ومستقبلهم المهني. بالتالي، هم يحتاجون إلى من يشجعهم ويدفعهم إلى تطوير هذا المشروع.