فجر الجرود. وإن عدتم عدنا. تسميتان لمضمون واحد هو معركة تحرير جرود القاع ورأس بعلبك وما تبقى من اطراف جرود عرسال على الجانب اللبناني وما يقابلهم على المقلب السوري من ارهابيي تنظيم داعش المتمركزين على الهضاب والوديان والسفوح وداخل الكهوف والمغاور في هذه البقعة الجبلية منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ففي الجانب اللبناني تم إطلاقها تحت تسمية فجر الجرود. أما في القاطع السوري وفي نفس التوقيت انطلقت تحت مسمى وإن عدتم عدنا. وبدأت معركة التحرير صباح يوم أمس السبت بعد تحضيرات دامت لشهور. لكنها اتخذت شكلا حثيثا وسريعا ولوجستيا منذ أقل من أسبوعين غداة الإعلان عن الإنتصار على جبهة النصرة وتحرير المنطقة التي كانت تحت سيطرتها في جرود فليطا وعرسال.
وانطلقت عملية فجر الجرود فور اعلان قائد الجيش العماد جوزيف عون بالقول /باسم لبنان والعسكريين المختطفين ودماء الشهداء الأبرار. وبأسم أبطال الجيش اللبناني العظيم أطلق عملية فجر الجرود /.
وبدأت مدفعية الجيش وطوافاته وراجماته منذ ساعات الفجر الأولى بدك أوكار الإرهاب لتنظيم داعش في جرود رأس بعلبك والقاع.
وفي نفس التوقيت بدأ حزب الله بعملية تحرير الجرود من الأراضي السورية بالتنسيق مع الجيش السوري تحت أسم وإن عدتم عدنا. حيث تقدم الجيش السوري ومجاهدي حزب الله في جرود الجراجير والسيطرة على مرتفع أبو خديج الذي يشرف على كامل سهل الجراجير في القلمون الغربي إضافة للسيطرة على معبر الزمراني الحيوي. وكذلك فقد سيطر الجيش السوري وحليفه حزب الله على الجهتين الجنوبية والوسطى داخل بلدة حميمة في ريف حمص الشرقي. ولاحقت مجموعات تنظيم داعش في الجزء الشمالي للبلدة موقعين عشرات القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين.
إقرأ أيضًا: مقتدى الصدر: تكريس الهوية العربية
وقد أستسلم العديد من هؤلاء الإرهابيين ومنهم أحد الأمراء الشرعيين لداعش في القلمون الغربي وهو مسؤول قاطع الزمراني مع أفراد مجموعته لحزب الله. وتم تسليم سلاحهم وكذلك تم استسلام العشرات من عناصر داعش للجيش اللبناني ولحزب الله بمن فيهم أمراء ومسؤولي قطاعات.
وفي التفاصيل الميدانية للمعركة فقد صدر معلومات عن الجيش اللبناني تفيد عن تدمير العديد من مراكز ومواقع الإرهابيين وقتل وجرح العشرات منهم وعن تقدم وحدات الجيش في أرض المعركة. واستعادة مساحات واسعة من الأراضي اللبنانية التي كانت خاضعة لسيطرة داعش.
وكذلك أعلن الإعلام الحربي التابع لحزب الله عن تكبيد الإرهابيين المزيد من الخسائر العسكرية والبشرية واحتلال العديد من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها. وكل ذلك يشير إلى إنهيار تنظيم داعش نفسيا وعسكريا وسقوط دفاعاته منذ اللحظات الأولى لانطلاق المعركة.
واللافت أن التحضير لمعركة الجرود بدت أكبر بكثير من المعركة نفسها. والتغطية الإعلامية التي رافقتها تخطت بكثير الوقائع الميدانية. وقد شعر اللبنانيون وعلى مدى الأيام الأخيرة التي سبقت المعركة وتناول وسائل الإعلام لعملية التحضير لها بالإعلان عن استقدام الألوية والمدرعات والمدافع وراجمات الصواريخ والطوافات التابعة للجيش اللبناني والتنسيق العسكري الغير معلن مع الجيش السوري وحليفه حزب الله الذي استقدم النخبة من وحداته القتالية بكامل تجهيزاتهم واحتياجتهم العسكرية وتحضير الشعب اللبناني نفسيا وكأنه على أبواب معركة تضاهي معركة ستاليننغراد. او كأننا على أبواب معركة تحرير القدس من رجس الإحتلال الإسرائيلي. فيما الوقائع الميدانية لمعركة الجرود وتحريرها من الجماعات الإرهابية تأتي في سياق التفاهمات الإقليمية والدولية التي تمت بشأن الأزمة السورية. وعلى أن تكون السلسلة الشرقية لجبال لبنان المتصلة بالأراضي السورية خالية من الإرهاب ومنطقة نفوذ لحزب الله ومعبرا للقوات الإيرانية إلى الداخل اللبناني لتقديم المساعدات لحلفائها في البلد. وهذا بالتأكيد ليس تقليلا من الدور والمهمة الصعبة التي أنيطت بالجيش اللبناني وحزب ألله لتحرير الجرود...