أشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة القاها خلال ترأسه القداس الالهي في الديمان الى أننا "نصلي بنوع خاص في هذه الذّبيحة الإلهيّة من أجل انتصار جيشنا اللبناني على الإرهابيين في جرود رأس بعلبك والقاع، وحماية عناصره من كلّ أذى"، مضيفاً: "نذكر بصلاتنا الجرحى ملتمسين شفاءهم"، ومؤكدا إنّ "كرامة لبنان وشعبه من انتصار جيشه".
ولفت الى أنه "آلمنا كما شعب إسبانيا والمجتمع الدّولي، العمليّتان الإرهابيّتان في مدينتي برشلونة و Cambrils وكانت ضحاياهما أربعة عشر قتيلاً، ومئة وثلاثين جريحًا"، مشيرا الى أن "داعش تبنى العمليّة الإرهابيّة هذه، الوحشيّة واللاّ إنسانيّة، الّتي ندينها أشدّ الإدانة، ونعبّر للسلطات والشّعب الإسباني عن تضامننا معهم وقربنا منهم في مصابهم الوطني الأليم"، مؤكدا أننا "نصلّي لراحة نفوس الموتى، وعزاء أهلهم، ولشفاء الجرحى"، مضيفا: "من واجب الأسرة الدّوليّة القضاء على الإرهاب، والتّنديد بالدّول الّتي ما زالت تمدّهم بالمال والسّلاح، وتدعمهم سياسيًا، لأغراض تخريبيّة من أجل مآرب غير معروفة".
واكد إنّ "الإيمان بالله يصنع العجائب، أليس بفضل هذا الإيمان الحيّ في قلوب العديد من اللبنانيين وصلواتهم وممارستهم الدّينيّة في يوم الرّب، يوم الأحد"، مشددا على أن "العنايةُ الإلهيّة كانت تنجّي لبنانَ من السّقوط في كل مرّة كان يصل إلى شفير الهاوية، وهذا الإختبار يدعونا إلى اثنين: الأوّل، تنمية الإيمان فينا بروح روحيّة قائمة على الصّلاة، والتأمّل في كلام الله في الإنجيل، وممارسة الأسرار الخلاصيّة، ولا سيّما سرّ التوبة وسرّ القربان، والمحافظة على اللقاء بالرّب في قدّاس الأحد مع الجماعة المؤمنة، والثّاني، العمل، كلّ من موقعه ومسؤوليّته، على تعزيز لبنان بكيانه وشعبه ومؤسساته"، مشددا على أن "هذا العمل واجب أساسي على الجماعة السّياسيّة، وبخاصّة على أصحاب السلطة التّشريعيّة والإجرائيّة والإداريّة والقضائيّة".
ورأى أنه "لا يمكن الإستمرار في الفساد، وهدر مال الدّولة، وإهمال الخير العام، والتلكؤ عن النّهوض الإقتصادي وتعزيز النّاتج المحلّي، وعن خلق فرص عمل، فيما الدَّين العام يتآكل الدّولة، والفقر يتزايد"، آملا أن "لا تتفاقم هذه الأوضاع مع سلسلة الرّتب والرّواتب بالنّقاط التّي أثارت العديد من الإعتراضات"، لافتا الى أنه "وفي كلّ حال يبقى الواجب الملح إصدار الموازنة العامّة، وإجراء الإصلاحات، وخلق التّوازن بين العائدات والمصاريف؟ اما بالنّسبة للمدارس الخاصّة، فمن أجل المحافظة عليها وعلى دورها المعروف في مجتمعنا اللبناني، ومن أجل مساعدة الأهالي في إمكانيّة ممارسة حقّهم في اختيار المدرسة الّتي يريدونها لأولادهم، من واجب الدّولة أن تؤمّن فرق الزّيادات وتدفعها مباشرة لأهالي الطّلاب، وتمنع المدارس الخاصّة عن رفع أقساطها، مع تشديد المراقبة عليها".