ما قاله ياسر " الحبيب " بحق الامام موسى الصدر والدكتور المفكر علي شريعتي يعكس موقف تيّار من شيوخ الدين لطالما حارب فكر وثقافة وتجربة القائدين الكبيرين.
وكان الشيرازيون وحزب الدعوة أوّل المغالين في تخوين السيّد موسى ووصف كلا الرجلين بأنهما من العلمانيين ممن يؤمنون بالدولة العلمانية ولا يؤمنون بالدولة الدينية الاسلامية وقد شنّ هذا التيّار حملات متكررة ضدّ الإثنين ومُضللة دفعت ببعض المتدينين إلى الإيمان بأن موسى الصدر وشريعتي عدوان لدودان لدين دولة الاسلام ومتأثرين بالفكر الغربي الكافر .
إقرأ أيضا : موسى الصدر... حكاية..!
حزب الدعوة في لبنان رفض دور السيد موسى الصدر في تجربته السياسية كونه آمن بدولة علمانية واعترف برئاسة مسيحي مخالفاً في ذلك أبسط القواعد الفقهية والتي لا تجوّز ولاية غير مؤمن على مؤمن ومن هنا كان المتدينون المؤمنون بالدولة الإسلامية حاقدين على السيّد الصدر ومخالفين له وقد غالوا كثيراً في حربهم الإعلامية ضدّه سواء المعلن منها أو المستور وبقيّة علاقات حزب الدعوة بالسيّد الصدر قائمة على تخوينه واستمرت الى ما بعد إخفائه من خلال علاقة مأزومة مع حركة أمل .
إقرأ أيضا : الشيرازي ياسر الحبيب يتطاول على السيد موسى الصدر
بدون ذكر أسماء... بعد أن قرأ أحد المشايخ كتباً لعلي شريعتي واندهش بعد أن حرضه الكاتب على كثير من الأفكار السائدة والمتعارضة مع جوهر الدين قام وناقش ما قرأه مع عمه المرجع الديني الذي تفاجأ في آراء شريعتي وفاجأ صهره الشيخ الذي لم يصدق أن عمه المرجع لم يقرأ شيئاً من كتب و أفكار شريعتي باعتباره رجل علمنة ومتأثر بالغرب الكافر وهذا ما أثار الصهر ضدّ العم بحيث سأله كيف تحكم عليه من دون أن تعرفه من خلال أفكاره فقال له : " الله يسامح الشيوخ الذين قالوا عن علي شريعتي بأنه رجل معاد للدين ومنقاد للعلمنة ويوهن من دين رجال الدين ."
اذاً, ياسر شيخ شيرازي لا يفقه الاّ لغة التطاول على من يرفض الصراع المذهبي وقد كان الصدر وشريعتي غير مذهبيين لهذا أنكرتهما الشيرازية القائمة على عداوة أهل السنة وعداوة الشيعة ممن لا يؤمنون بالخلاف المذهبي ويعملون من أجل الوحدة الاسلامية .
إقرأ أيضا : رسالة إلى إخوتي في حركة أمل : من يكره شريعتي يكره الإمام موسى الصدر أيضا
ثمّة كارهين الآن للشيخ الشيرازي كونه تعدى حدود الله في التطاول على عبدين من عباده الصالحين وهناك من فسّق و كفرّ الشيخ المُفسق والمكفر وهم لا يعلمون أنهم ينتسبون لمدرسة الشيخ ياسر اللاحبيب من خلال إيمانهم بالأساطير الشيرازية واحتشادهم خلفهم في البدع المذهبية وفي استعدادهم للحروب الطائفية باعتبار المذاهب الأخرى مذاهب نواصب يجب محاربتها ومن خلال عداوتهم المطلقة لكل من يخالف رأياً ليس على هواهم وهؤلاء منتشرون حيث تكون الفتن ويشهرون ألسنة السوء بوجه المخالفين للسائد في السياسة والدين وهم بذلك أسوأ بكثير من شيوخ الشيرازية الذين يقيمون فيهم مجالس الدعوة إلى النيل من كل مخالف ويحرضونهم على اللعن والسب والشتم ومن هنا أصبحت الظاهرة المسيطرة على مساحة كبيرة من الساحة الشيعية ظاهرة مشتهرة بالتهديد والوعيد واللعن والتخوين والتهوين .