تحت عنوان لبنان يستعدّ لمرحلة إعمار سوريا بعد الحرب، نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرًا حول المرحلة الإقتصاديّة القادمة، خصوصًا مع زيارة 3 وزراء لبنانيين دمشق، للمرة الأولى منذ إندلاع الحرب
 

واستهلت الصحيفة تقريرها بالإشارة الى أنّ مرفأ طرابلس يريد أن يُعلم العالم أنّ الوقت حان للعمل والتجارة، إذ يقوم مدراء سلامة بريطانيون بتدريب عمّال محليين على تشغيل آلات ثقيلة ويقوم تقنيون من الصين على فحص رافعتي حاويات جديدتين رفعتا فوق الميناء الذي يبعد 28 كلم (18 ميلاً) عن الحدود السورية.

بعد 6 سنوات على الحرب السورية، يتوقّع إزدهار إقتصاديّ كبير في مرحلة الإعمار، الأمر الذي يمكن أن يحفّز ملايين الدولارات في الدورة الإقتصادية. ولبنان، جار سوريا، في المقدّمة للحصول على حصة وإحياء إقتصاده البطيء.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ "المعارك لا تزال في شمال سوريا وشرقها، وفي بعض المناطق حول دمشق، إلا أنّ بقاء الرئيس السوري بشار الأسد الآن أصبح أمرًا لا يقبل الشك". وأضافت: "هذا الأمر يمهّد لإستقرار لم يحدث منذ 2011 أي عندما اندلعت الحرب. معرض دمشق الدولي هو حدث أعمال سنوي كبير كان يقام قبل الحرب، افتتح أعماله الخميس للمرة الأولى منذ إندلاعها، سيستمرّ 10 أيام، ويستضيف مئات المشاركين من 43 دولة.

ويقدّر البنك الدولي كلفة إعادة إعمار سوريا بـ200 مليار دولار. أمّا في لبنان فقد ارتفع معدّل النمو في لبنان 1.5% منذ العام 2013. وعلى الرغم من أن العاصمة، بيروت، نمت بشكل واضح على مر السنوات، إلا أنّ الوضع لم يكن على هذا المنوال في طرابلس والشمال.

"لبنان أمام فرصة يجب أن تؤخذ على محمل الجد"، هكذا قالت رئيسة المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس الوزيرة السابقة ريا الحسن. أمّا مدير المرفأ أحمد تامر فقدّر أن يخلق إعمار سوريا طلبًا على 30 مليون طنًّا من الشحن سنويًا. وأوضح أنّ الموانئ الرئيسية في سوريا، طرطوس واللاذقية، لديهما قدرة معًا لشحن ما بين 10 و15 طنًا. ويمكن أن يكون مرفأ طرابلس مكملاً للكمية المتبقية من الشحن.

وذكرت الصحيفة أنّ مرفـأ طرابلس يخضع للمرحلة الأولى من مشروع التوسيع الذي وُضع عام 2009، وتمّت مراجعته مع عين على سوريا في 2016. كما بلغ رأس المال المستثمر 400 مليون دولار، بحسب مدير المرفأ.

وفي هذا السياق، ذكرت الصحيفة أنّ رجال أعمال وسياسيين لبنانيين حافظوا على علاقات مع أفرقاء سوريين، كما أنّ نخبًا من الأثرياء ومؤسسات سورية أودعت أموالها في لبنان. وقالت: "هذه العلاقات تضع لبنان وطرابلس بالأخص، بين المتنافسين على السوق السورية".

موقع مدينة طرابلس يجذب المستثمرين الأجانب أيضًا. وقد وتمّ توقيع عقد لتجهيز المرفأ بالمعدات وتشغيله لمدة 25 سنة مع مشغل الموانئ "غولف تينر". وقال المدير في هذه الشركة إبراهيم هرميس: "نسعى للإستثمار هنا تحسبًا لإعادة إعمار سوريا". ولفت الى أنّ "لبنان الآن لاعب أساسي بين المستثمرين المحتملين، وقد التقى وفودًا من أوروبا، آسيا خصوصًا الصين. لتوسيع نطاق الفرص التجارية". كما قال أحد المسؤولين البريطانيين في "غولف تينر": طرابلس يُمكن أن تكون مركزًا رئيسيًا للشحن العابر للمتوسط.

وأوضحت الصحيفة أنّ "قبل الحرب السورية، كانت السلع التي تأتي الى لبنان تنقل عبر العبارات الى العراق، ما يوفّر الوقت عوضًا من أن تقطع السلع طريقها بحريًا عبر قناة السويس وفي محيط الجزيرة العربية".

وهناك حديث الآن عن أنّ طرابلس يُمكن أن تكون محطّة في مشروع "الطريق الحرير" الذي تقيمه الصين، لتأمين طريق تجاريّة من شرق آسيا إلى أوروبا. كما أنّ الشركة الصينية "تشينغداو هيكسي" قد باعت رافعتين ثقيلتين وهما موجودتان في الميناء، وكتبت علامات السلامة داخل الهياكل باللغة الإنكليزية والماندرين (لغة الصين الرسمية).

 


(واشنطن بوست )