لم يتضمن تصنيف شنغهاي للسنة 2017، Academic Ranking of World Universities 2017، أي جامعة لبنانية، على رغم أن مجموعة من مؤسسات التعليم العالي في لبنان تفرض نفسها في تصنيفات دولية أخرى، مثل "التايمز" و"يو أس توداي"، وفي مقدمها الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية - الأميركية وجامعة القديس يوسف والجامعة اللبنانية.
ليست المرة الأولى التي تغيب فيها الجامعات اللبنانية عن تصنيف شنعهاي الذي صدر في 15 آب الجاري للسنة 2017، إذ غابت ايضاً عن تصنيف العام الماضي 2016، فيما كان وجود الجامعات العربية خجولاً ولم تتقدم في التصنيف، على رغم أن جامعات إيرانية فرضت نفسها، وكذلك جامعات اسرائيلية، علماً أن الجامعات الأميركية احتلت المراتب الأولى في هذا التصنيف، مما يعكس عدم ارتياح أوروبي للمعايير التي يعتمدها تصنيف شنغهاي.
ابتعدت جامعات العالم العربي عن تصدر تصنيف قائمة شنغهاي لأفضل 500 جامعة في العالم للسنة 2017 (للاطلاع على جداول التصنيف اضغط هنا وهنا وهنا) ولم تفرض نفسها في القائمة العامة لأفضل 800 جامعة، وهو التصنيف الذي تعده مجموعة "شنغهاي رانكينغ كونسلتنسي" المستقلة، ويعتبر من المؤشرات المعترف بها عالميًا لقياس جودة التعليم في الجامعات. وتمكنت جامعات الولايات المتحدة الأميركية من احتلال صدارة التصنيف، بوجود 135 جامعة في لائحة الـ500، والجامعات البريطانية 38 جامعة. أما على صعيد القارات، فبلغ عدد الجامعات الأميركية 164 في لائحة الـ500، و76 في اللائحة بين 500 و 800، والجامعات الأوروبية 198 و 97 توالياً، فيما بلغ عدد جامعات آسيا وأوقيانيا 132 في لائحة الـ500، و 122 في لائحة 500- 800 جامعة، أما جامعات افريقيا، فبلغت 6 جامعات في قائمة الـ500، و5 جامعات في قائمة 500- 800.
أما عربياً، فدخلت 3 جامعات مصرية التصنيف في القائمتين، فاحتلت جامعة القاهرة المرتبة في فئة 401 – 500، وجامعة عين شمس المرتبة بين 701 – 800، وجامعة الإسكندرية المرتبة بين 701 – 800.
فيما ضم التصنيف للعام الماضي 2016 جامعة القاهرة فقط في أول 500 جامعة.
وأدرجت أيضاً 4 جامعات سعودية في التصنيف، وجاء ترتيب جامعاتها على النحو الآتي: جامعتا الملك عبد العزيز والملك سعود، ضمن فئة 101 - 150، أي في قائمة أول 200 جامعة عالمية، وجامعتا الملك عبد الله والملك فهد، ضمن فئتي 201 إلى 300، و301 إلى 400، أي ضمن أول 400 جامعة. وضمت اللائحة أيضاً جامعة قطر التي جاءت في الفئة بين 600- 700.
وتمكنت الجامعات الأميركية كما هو الحال في الاعوام السابقة، من احتلال صدارة التصنيف، وحلت 8 جامعات أميركية وجامعتان بريطانيتان ضمن أفضل 10 جامعات في العالم.
أما أفضل 20 جامعة فضمت 15 جامعة أميركية، و3 بريطانية، وجامعة سويسرية "المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ" في المرتبة 19، وجامعة واشنطن سان لويس الأميركية في المركز العشرين، واحتلت جامعة طوكيو المركز 24.
وتصدرت جامعة "هارفرد" للسنة الخامسة عشرة توالياً، تصنيف شنغهاي 2017 لأفضل الجامعات، وهو التصنيف الذي تهيمن عليه المؤسسات الجامعية الأميركية منذ إصداره. ويعود المركزان الأولان فيه، كما العام الماضي 2016، إلى جامعتين أميركيتين هما "هارفرد" و"ستانفورد". والمرتبة الثالثة هي من نصيب جامعة "كايمبريدج" البريطانية التي تقدمت مرتبة واحدة منذ عام 2016، فيما احتلت جامعة أوكسفورد البريطانية المرتبة السابعة عالمياً.
واحتلت الجامعات الأميركية ثمانية مراكز من أصل المراكز العشرة الأولى في التصنيف .وجاء في المرتبة الرابعة معهد "ام آي تي" متقدماً مركزا واحدا مقارنة بالعام الماضي، وتلته في المرتبة الخامسة جامعة "بيركلي" بتراجع مرتبتين ثم "برينستون" التي حافظت على المرتبة السادسة.
ويستند تصنيف شنغهاي الذي صدر للمرة الأولى عام 2003 إلى ستة معايير، من بينها عدد المتخرجين من الجامعات الحائزين جوائز "نوبل" وعدد الباحثين المعروفين في مجالات تخصصهم الذين تتردد أسماؤهم في مصنفات عالمية، وعدد المنشورات الصادرة في مجلتي "ساينس" و"نيتشر"، إضافة إلى الميداليات التخصصية الأخرى بين أعضاء هيئة التدريس، وعدد المرات التي يتم فيها الإشارة المرجعية للبحوث، في الدوريات العلمية والمجلات المحكمة، فضلاً عن عدد الباحثين المعروفين بأدائهم المميز ومستوى الأداء الأكاديمي قياسًا بحجم الجامعة. وتعتبر مجموعة "شنغهاي رانكينغ كونسلتنسي" أن هذا التصنيف هو "الأكثر موثوقية"، لكن عدداً من المسؤولين الأوروبيين يرون فيه وسيلة تضر بسمعة مؤسساتهم.
ولم ترد في قائمة أفضل عشرين جامعة سوى أربع مؤسسات غير أميركية هي "كايمبريدج" في المرتبة الثالثة و"أوكسفورد" في المرتبة السابعة وجامعة "يونيفيرسيتي كولدج لندن" في المرتبة السادسة عشرة والمعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في زيورخ في المرتبة التاسعة عشرة.
وللمرة الأولى العام الماضي أدرجت جامعات صينية ضمن أول مئة مرتبة في هذا التصنيف، مثل جامعة تشينخوا التي احتلت هذه السنة المرتبة الثامنة والخمسين وبيجينغ التي حافظت على المرتبة الحادية والسبعين، في حين أتت جامعة سنغافورة الوطنية في المركز الثالث والثمانين.
يذكر أن جامعات إيران أدرجت في التصنيف، فبلغ عددها 2 في قائمة الـ500، و6 في القائمة بين 500 و 800، فيما دخلت 6 جامعات إسرائيلية في لائحة الـ500، وواحدة في القائمة بين 500 و800. أما الجامعات الفرنسية، فبلغ عددها 20 في قائمة الـ500، و10 في القائمة بين 500 و 800.
يبقى أن الجامعات اللبنانية لم تدرج الا مرة واحدة في هذا التصنيف، وهي الجامعة الأميركية في بيروت في تصنيف سابق في الفئة 700 – 800. لكن هذا التصنيف يتعرض لانتقادات كثيرة، خصوصاً من الأوروبيين، إذ أن معاييره لا تأخذ بالاعتبار التقويم الحقيقي الأكاديمي لعدد من الجامعات في العالم، علماً أن جامعات كثيرة تستهدف من خلال عملها على المواقع الالكترونية تحسين موقعها في تصنيف شنغهاي خلافاً لتصنيفات أخرى عالمية مرموقة.