ضرب الإرهاب إسبانيا، الخميس، في قلب مدينة برشلونة، أهم المدن السياحية في البلاد.
وتحدثت المعلومات عن قيام شاحنة صغيرة (فان) بدهس حشد كبير من السياح في جادة رئيسية كبرى في المدينة. وأفادت الأنباء عن قيام عناصر الشرطة بإخلاء ساحة بلازا كاتالونيا الكبيرة المجاورة للجادة ومحيطها.
وذكرت أنباء أخرى أن مسلحيْن قاما باقتحام مطعم مجاور، بما ذكّر المراقبين بعملية الدهس التي جرت في منطقة “لندن بريدج” في العاصمة البريطانية قبل أشهر والتي تبعها قيام الإرهابيين المسلحين بسكاكين بمهاجمة مطاعم المنطقة.
وذكرت السلطات الإسبانية أن العملية إرهابية دون أن تحدد طبيعة وهوية الإرهابيين. وأعلنت الشرطة عن سقوط العشرات بين قتلى وجرحى، فيما استنفرت المدينة سيارات الإسعاف والمراكز الصحية، وعمدت إلى إقفال محطات المترو حول مكان الحادث.
وذكر شهود عيان أنه لم يحصل تدافع لدى المارة، وأن السياح حافظوا على هدوء بسبب سرعة الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الشرطة. وذكر شهود آخرون أن رجال شرطة بلباس مدني قد ظهروا بسرعة قياسية وسيطروا على ساحة العمليات، فيما لم يستطع المراسلون الصحافيون الدخول إلى ساحة الحدث التي أقفلتها أجهزة الأمن ومنعت العبور باتجاهها.
وذكر مصدر إعلامي أن العملية التي وصفتها السلطات الرسمية بالإرهابية، جرت في برشلونة التي تعيش أجواء غريبة في الأيام الأخيرة، بسبب الحملة التي تُشن من قبل بعض الجهات المدنية ضد السياحة في المدينة.
وذكر المصدر أن شعارات انتشرت على بعض جدران المدينة اعتراضا على ما سمي “غزو السياح”، وأن بعض المظاهرات خرجت لنفس الهدف. لكن المراقبين لم يربطوا بين هذه الحملة والعملية الإرهابية في برشلونة.
وتشبه عملية برشلونة عمليات دهس سابقة جرت في الكورنيش البحري لمدينة نيس جنوب فرنسا، وفي سوق عيد الميلاد في العاصمة الألمانية برلين، وتلك التي استهدفت لندن بريدج في العاصمة البريطانية، ناهيك عن عملية الدهس التي استهدفت مؤخرا جنودا فرنسيين بالقرب من مركزهم في إحدى ضواحي باريس.
ويشير خبراء في الشؤون الأمنية إلى أن أجهزة الأمن مازالت عاجزة عن رصد هذا النوع من العمليات لكونها عمليات منفردة، ويقوم بها أشخاص غير مسجلين على قائمات الإرهاب.