أفادت مصادر فلسطينية أن الإشكال وقع بين مجموعة العرقوب وأحد عناصر القوة المشتركة ما لبث أن تطوّر بعدما هاجمت مجموعات تابعة لبدر بإمرة العرقوب القاعة واشتبكت مع عناصرها، وقد شهد المخيم توتراً أمنياً وإقفالاً تاماً في الشارع الفوقاني، خصوصاً مع سماع صوت قذيقة «أر بي جي» وإطلاق رصاص، وسجّلت حركة نزوح في أحياء الطيري والصحون ورأس الاحمر، فيما شدّد الجيش اللبناني إجراءاته الأمنية عند مداخل المخيم تحسباً.
وفي موازاة ذلك، ترك إطلاق النار من حي حطين في اتجاه جبل عامر معطي عند الطرف الجنوبي لدرب السيم المحاذي للمخيم حيث ينهي الجيش اللبناني بناء الجدار الإسمنتي، جملة ردود فعل فلسطينية ولبنانية مستنكرة، خصوصاً أنه يتكرّر للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، ما يعني أنّ موتورين يحاولون توريط المخيم بإشكالٍ مع الجيش تزامناً مع عمليته النوعية على «داعش» في جرود القاع ورأس بعلبك.
وسارعت القيادات الفلسطينية لتطويق ذيول الحادث وإبقائه في إطاره الفردي، فيما شدّد الجيش المنتشر على مداخل المخيم من تدابيره وإجراءاته الأمنية وتفتيش السيارات الداخلة اليه.
وعلمت «الجمهورية» من مصادر أمنية لبنانية أنّ قياداتٍ فلسطينية عليا في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة «فتح» تلقت اتصالات من مسؤولين عسكريين وأمنيين لبنانيين حذّرت من خطورة تكرار هذا العمل، مؤكدةً أنّ الدولة اللبنانية لن تسمح بتفجير الرصاص فوق رؤوس العسكريين من دون ردّ.
وقالت إنّ من حق الدولة وجيشها القيام بما يرونه مناسباً لضبط حركة بعض الموتورين المرتبطين بـ«جبهة النصرة» و«داعش»، مشيرةً الى أنّ الطرف الفلسطيني المتمثل بالأمن الوطني الفلسطيني كان إيجابياً واتّخذ إجراءات أمنية لجهة مدخل المخيم الجنوبي للحفاظ على الأمن والاستقرار على أرضه بالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني، فيما تجهد قياداتُ الأمن الوطني والقوة الفلسطينية لتمرير هذه الفترة الحرِجة في لبنان بأقل أضرار، خصوصاً أنّ الجيش يواجه الإرهاب الداعشي في جرود رأس بعلبك والقاع، ومن غير المسموح لأحد فتحَ جبهات رديفة في أيّ منطقة لتخفيف الضغط عن الإرهاب الداعشي، ومَن يطلق أيّ رصاصة على الجيش في أيّ مكان هو مناصر لـ«داعش» أمنياً وعسكرياً وثقافياً.
ولفتت المصادر الى أنّ رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد فوزي حمادي أبلغ الفصائل الفلسطينية مجتمعةً بأنّ قيادة الجيش لن تسمح بأيّ توتير مصدره عين الحلوة على خلفية معارك جرود رأس بعلبك والقاع عندما تعلن ساعة الصفر، وأنّ الجيش لن يتهاون في هذا الموضوع مطلقاً.
من جهتها، قالت مصادر فلسطينية لـ«الجمهورية» إننا في تنسيقٍ تام مع الدولة اللبنانية في كل الأمور ولا سيما مع الجيش والقوى الأمنية في ما يتعلّق بالمخيمات الفلسطينية وتحديداً مخيم عين الحلوة، ونحرص على أن تكون مخيماتنا واحة أمن وأمان وقوة إضافية للأمن اللبناني، وهذا ما يتأكد من خلال التنسيق بين الأمن الوطني الفلسطيني والجيش اللبناني، ونحن متعاونون في تسليم المطلوبين للجيش ولا نحمي أيّاً منهم بل نرفع الغطاء عن كل متورّط في استهداف الأمن اللبناني، وعودة بلال بدر الى حيّ الطيري لا يعفيه من أنه مطلوب للدولة.
وأشارت المصادر الى وجود إجماع فلسطيني في المخيم بعدم جرّه الى أيّ خللٍ أمني مع الجوار، لأنه يؤدّي الى توتير الأوضاع في الحيّ الجنوبي، محذِّرةً من الإنجرار وراء التحريض على الجيش ومن الإشاعات المغرضة التي قد تستهدف أمن المخيم واستقرار الحيّ الجنوبي.
وعقب إطلاق النار بحسب المصادر الفلسطينية لـ«الجمهورية»، شُكّلت لجنة ميدانية من لجنتي حطين ولوبية وممثل الجماعات الإسلامية التكفيرية المتشدّدة الإرهابية رائد جوهر، والتي تقف وراء إطلاق النار لوجودها الكثيف في حيّ حطين المقابل لدرب السيم، حيث يبني الجيش المرحلة الأخيرة من الجدار، والهدف من هذه اللجنة متابعة العمل والتنسيق والتحرك والتواصل مع الجهات المهنيّة بما يحفظ المصلحة العليا للمخيم وشعبه والجوار اللبناني.
واستنكر إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني إطلاق النار على الجدار، محذِّراً من خطورة هذا العمل وانعكاسه سلباً على المخيم، ودعا القوى والفصائل الفلسطينية إلى تحمّل مسؤولياتها، مؤكداً «أننا نقف مع أهلنا أبناء المخيم في الجانب الإنساني لكن يجب أن يعلم الجميع أنه لا يمكن التهاون بأمن المخيم واستقراره».