صورة واحدة اختصرت واقع الحال التي أرادها لنا ويريدها الثنائي الشيعي ليس فقط للطائفة وأبنائها وتاريخها ونضالات رجالها وتضحيات أبنائها وما قدموه لهذا البلد، وإنما لكل الشعب اللبناني إن استطاعا إلى ذلك سبيلًا، وزيران شيعيا الهوية يجلسان بين يدي صورة والي الشام أذلاء تعلو على وجهيهما علامات الإستصغار والدونية، كأنهما يقرّان بملامحهما أنهما في المكان الخطأ وخارج الزمان!
إقرأ أيضًا: أسئلة إلى أبناء الإمام الصدر
صورة أكثر ما تسيء إنما تسيء لعنفوان الشيعة على مدار عقود وعقود من رفض الظلم ومن مقارعة الطواغيت، وتهتك ما قيل لنا ويقال من على منابر الحسينيات والمساجد وفي مجالس السيرة الحسينية التي نرضعها مع الحليب عن سيرة إمامنا الذي ارتضى التضحية بالنفس والروح والأبناء والأصحاب مقابل عدم الركون للظالم، حتى أننا صرنا نترحم على عنفوان الراحل كامل الأسعد وقصصه الكثيرة مع هذا النظام حين استدار عائدًا بسبب خطأ بروتوكولي يومها.
المؤسف أن وزراء "الشيعة" لم يستطيعوا إقناع أحد من زملائهم للذهاب معهم وتحمل هذا الخزي (ولو من باب التلوينة)، حتى أن حليفهم رائد الخوري رفض الزيارة طالما لم يحصل على ضوء أخضر من الحكومة، بأنه مضطر أن يراعي مشاعر جمهور عريض عند المسيحيين لم تخنهم الذاكرة عن إجرام هذا النظام وما صنعه بحق هذا البلد وليس آخر ابداعاته جريمة ميشال سماحة.
إقرأ أيضًا: وزراء حزب الله: النعامة والاستئساد
في الحقيقة إن شعار "أين يجب أن نكون سوف نكون" فيه بحسب الظاهر شيء من المغالطة، وكأن الشعار الحقيقي الذي تعمل الثنائية من وحيه، هو "أين يريدنا بشار أن نكون سوف نكون" على الجبهات أو في الميادين أو الآن في معرض دمشق الدولي.
وأنا من موقعي الشيعي ومثلي كثيرون من أبناء الطائفة قد انخدشت كرامتهم الشيعية بعد رؤية صورة المذلة، فإننا نقول وبالفم الملآن، وكما نردد بكل عاشوراء هيهات منا الذلة،، نقول هيهات منا الزيارة.