ردت المملكة العربية السعودية شكل رسمي على تصريحات وزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي، التي قال فيها إن الرياض طلبت من بغداد التوسط لتخفيف التوتر مع إيران
 

ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، فقد صرح مصدر سعودي مسؤول بأن السعودية لم تطلب أية وساطة بأي شكل كان مع إيران، مؤكداً أن ما تم تداوله من أخبار بهذا الشأن عارٍ من الصحة جملة وتفصيلاً.

وأكّد المصدر، وفقاً للوكالة السعودية، "تمسك المملكة بموقفها الثابت الرافض لأي تقارب بأي شكل كان مع النظام الإيراني الذي يقوم بنشر الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم ويقوم بالتدخل بشؤون الدول الأخرى".

وأضاف ان "المملكة ترى أن النظام الإيراني الحالي لا يمكن التفاوض معه بعد أن أثبتت التجربة الطويلة أنه نظام لا يحترم القواعد والأعراف الديبلوماسية ومبادئ العلاقات الدولية وأنه نظام يستمرئ الكذب وتحريف الحقائق"، لافتاً إلى "خطورة النظام الإيراني وتوجهاته العدائية تجاه السلم والاستقرار الدولي".

وختم المصدر: "نهيب بدول العالم أجمع بالعمل على ردع النظام الإيراني عن تصرفاته العدوانية وإجباره على التقيد بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والأنظمة والأعراف الديبلوماسية".

التصريح الغامض


وكان الأعرجي الذي سبق له أن زار المملكة مؤخراً، قد صرّح الأحد الفائت بأن السعودية طلبت من رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي ومنه، التوسط بين الرياض وطهران.

وأكد الأعرجي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، الأحد أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، طلب رسمياً، أن يتوسط العراق بين إيران والسعودية، لكبح التوتر بين البلدين، كما سبق للملك سلمان بن عبد العزيز أن قدم هذا الطلب في وقت سابق، وفقاً للموقع العراقي "السومرية نيوز".

وأضاف الأعرجي، أنه أبلغ الجانب السعودي برأي الجانب الإيراني بأن الخطوة الأولى التي يمكنها أن تؤدي لتخفيف التوتر بين طهران والرياض تتمثل في إبداء الرياض الاحترام إلى الحجاج الإيرانيين ومعاملتهم بأفضل نحو، وأن تسمح لهم بزيارة مقبرة البقيع.

وقال الوزير العراقي، إن الجانب السعودي وعد بتطبيق ذلك، وأكد أن البقيع مفتوحة الآن أمام الحجاج الإيرانيين.

الصدر في السعودية والإمارات


وكان زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر لفت أنظار قادة المنطقة بعد لقائه الأمير بن سلمان في السعودية وولي عهد الإمارات محمد بن زايد من بعده.

وسلّط مراقبون الضوء على الدور الذي يُتوقع للصدر أن يلعبه في ظل اتساع نفوذ إيران في المنطقة، لا سيّما بعدما نشر موقعه الرسمي حصيلة جولته الخليجية الأخيرة التي تضمنت ما يلي: استثمارات محتملة في المناطق ذات الأغلبية الشيعية جنوبي العراق ووسطه، مساعدات إنسانية للمُشرَّدين، مجلس تنسيق سعودي - عراقي، تعزيز العلاقات بين الشباب، وربّما فتح قنصلية سعودية في محافظة النجف، وإقامة روابط جوية وبرية بينها وبين المملكة.

وكان الصدر، الذي ينتقد حكومة العبادي، قد ندَّد بنفوذ إيران في بلاده، وطالَب بحلّ "قوات الحشد الشعبي"، وهي ائتلافٌ من مجموعات خاضعة لسيطرة مقاتلين مدعومين من إيران.

 

 

(وكالات)