هو القدر شاء فأطفأ القمر ليلا وبلحظة بث الحياة في مولود وخطف الروح من جسد والدته، إنها لمى زرقط ابنة بلدة ارزي التي لم كُتب لطفلها أن يكبر دون حنان والدته، دون ان يعرف عطر والدته المليء بالشوق واللهفة للقائه، رحلت لمى وخلّفت وراءها عائلة مفجوعة وزوج تغرّب ليؤمن لقمة العيش الكريمة لعائلته كغيره من الرجال، إلا أن "المكتوب على الجبين ما بتشوفو العين" فسيدة المنزل غادرت يوم أمس ، إلىى اللا عودة تاركة خلفها طفلتين بعدما دخلت إلى مستشفى علاء الدين في الصرفند لتنجب مولودها المنتظر ولكن لأسباب مجهولة وغامضة توالت "الجلطات" في جسدها فاستسلمت للموت بعد أن وهبت الحياة لمولودها.

وما بين الشك بالخطأ الطبي والقدر تبقى الحقيقة المرة رحلت لمى وتركت لدى محبيها ندوب ألم لن يمحيها وتساؤلات عمن سيحاسب المجرمين إن كانت وفاتها ناتجة عن خطأ طبي، فمن رحم الموت أشرقت الشمس صبيّأ سيكبر يوما ويسأل لما رحلت أمي؟