إطلاق الرصاص العشوائي في كل مناسبة في لبنان، مشكلة حقيقية لم يتمكن القيّمون على الأمن اللبناني من إنهائها أو على الأقل الحد منها.
فقد أصبح هذا الرصاص يُشكل كارثة حقيقية ينتج عنه في كل مرة قتيل أو جريح، واللافت أن أعداد ضحايا المناسبات الحزينة أو حتى المُفرحة في تصاعد مُستمر، آخرهم الشابة هناء محمد حمود (21 عامًا) وحيدة أهلها وكبيرة شقيقيها.
وفي التّفاصيل، أصيبت هناء برصاصة طائشة في رأسها أثناء إطلاق نار ناتج عن حفل زفاف قرب منزل عمها في بلدة حوش الحريمة - البقاع الغربي ليل السبت 12 آب 2017، حيث كانت هناء على الشرفة أثناء إطلاق النار، وعلى أثرها تم نقلها إلى مستشفى البقاع.
واليوم وبعد مرور يومين على الحادثة توفيت هناء متأثرةً بإصابتها الخطيرة.
إقرأ أيضًا: بالتفاصيل: هذا ما كشفه والد أحد ضحايا منى بعلبكي
إنها "هيستيريا" الرصاص الطائش؛ التي لم تعد تتطلب رقمًا صادمًا للناس ليدركوا هول المأساة التي تلاحقهم، إذ باتت أسماء الذين سقطوا على شرفات منازلهم أو في الشارع أو في سياراتهم قصص معروفة وموجعة.
والرصاص الطائش لم يعد طائشًا لأنه أصبح ممارسة عادية ومنظمة.
ومن يطلق الرصاص في الهواء إنما يطلقه على الناس جميعًا، على أطفالنا وأهلنا، وبالتالي فإنه قاتل ومجرم شجعئه على الإستمرار في إجرامه؛ أولًا غياب المحاسبة والملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية، وثانيًا عدم جدية القوى السياسية التي اكتفت بالمناشدات الخجولة.
فمن ماتوا بالرصاص العشوائي تركوا حسرة في قلب من أحبهم، ومن أصيبوا بإعاقة أو ما زالوا يصارعون في المستشفيات، ليس ثمة من يعوض عليهم معنويًا أو ماديًا، وفي المقابل، يكمل من أطلقوا النار حياتهم بشكل طبيعي، من دون حسيب أو رقيب.