أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ "أي مجتمع، كبيراً كان أم صغيراً، لا يستطيع أن يعيش سعيداً من دون هذه القيم الروحية والأخلاقية، التي توجّه على مستوى الشأن العام، الأعمال التشريعية والإجرائية والإدارية والقضائية. وإلا عمّ الفساد والرشوة والظلم والإستبداد".
وفي خلال العظة التي ألقاها في قداس عيد إنتقال السيّدة العذراء بالنفس والجسد، في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، لفت الراعي إلى أنّه "في هذا الوقت يلجأ فئات من المواطنين إلى فخامة رئيس الجمهورية، كأب لجميع اللبنانيين، بشأن قانون سلسلة الرتب والرواتب"، مشيراً إلى أنّ "بعضهم يطالبه بتوقيعه كما هو، لأنّه يناسب انتظاراتهم الطويلة، والبعض الآخر يطالبه بردّه لإعادة النظر في المواد التي يعتبرونها مرهقة عليهم، وآخرون لأنّهم حرموا من الإفادة منه، أو مما يعتبرونه من حقهم".
وأضاف: "أمام اتخاذ القرار الصعب، فإنّنا نصلّي على نية فخامة الرئيس كي يلهمه الروح ما ينبغي فعله، وفقاً للصفات الثلاث لكلّ قانون وهي أن يكون عادلاً، ومنصفاً، ولخير جميع المواطنين. وبعد ذلك، لا يحقّ لأحد اتهام الرئيس بالإنحياز لهذا أو ذاك من الأفرقاء أو بإهمال أية فئة. فهو، بحكم قسم اليمين على الدستور، ضمانة لخير كل اللبنانيين، وانطلاقا من هذه القاعدة يقرر. ولكن ما أصعب القرار، ولهذا تجب الصلاة بعد أن جرى التشاور بالأمس في القصر الجمهوري".
بعد القداس، إستقبل الراعي المؤمنين ورعية عبدين يتقدمهم كاهن الرعية الخوري لويس العلم، الذي ألقى كلمة أكّد فيها "مواقف البطريرك الوطنية والحكيمة".